الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 241 ] قوله تعالى : وإذ قال موسى لقومه الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج عبد بن حميد ، عن قتادة في قوله : وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا قال : وأنتم والله لقد جعل الله فيكم نبيا، وجعلكم ملوكا على رقاب الناس، فاشكروا نعمة الله عليكم، فإن الله منعم يحب الشاكرين .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن قتادة في قوله : وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا قال : كنا نحدث أنهم أول من سخر لهم الخدم من بني آدم وملكوا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن قتادة في قوله : وجعلكم ملوكا قال : ملكهم الخدم، وكانوا أول من ملك الخدم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن ابن عباس في قوله : وجعلكم ملوكا قال : كان الرجل من بني إسرائيل إذا كانت له الزوجة والخادم والدار يسمى ملكا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، عن ابن عباس في [ ص: 242 ] قوله : وجعلكم ملوكا قال : الزوجة، والخادم، والبيت .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الفريابي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، والحاكم وصححه، والبيهقي في (شعب الإيمان)، عن ابن عباس في قوله : إذ جعل فيكم أنبياء قال : جعل منكم أنبياء، وجعلكم ملوكا قال : المرأة والخادم، وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين قال : الذين هم بين ظهرانيهم يومئذ .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (كانت بنو إسرائيل إذا كان لأحدهم خادم ودابة وامرأة، كتب ملكا) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، والزبير بن بكار في (الموفقيات)، عن زيد بن أسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من كان له بيت وخادم فهو ملك) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو داود في (مراسيله) عن زيد بن أسلم في قوله : وجعلكم ملوكا قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (زوجة ومسكن وخادم) .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 243 ] وأخرج سعيد بن منصور ، وابن جرير ، عن عبد الله بن عمرو بن العاصي، أنه سأله رجل : ألسنا من فقراء المهاجرين؟ قال : ألك امرأة تأوي إليها؟ قال : نعم، قال : ألك مسكن تسكنه؟ قال : نعم، قال : فأنت من الأغنياء، قال : إن لي خادما، قال : فأنت من الملوك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن مجاهد في قوله : وجعلكم ملوكا قال : جعل لهم أزواجا وخدما وبيوتا، وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين قال : المن والسلوى والحجر والغمام .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن الحسن في قوله : وجعلكم ملوكا قال : وهل الملك إلا مركب وخادم ودار .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، من طريق مجاهد ، عن ابن عباس في قوله : وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين قال : المن والسلوى، والحجر والغمام .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية