الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب قول الله تعالى وإن يونس لمن المرسلين إلى قوله وهو مليم قال مجاهد مذنب المشحون الموقر فلولا أنه كان من المسبحين الآية فنبذناه بالعراء بوجه الأرض وهو سقيم وأنبتنا عليه شجرة من يقطين من غير ذات أصل الدباء ونحوه وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون فآمنوا فمتعناهم إلى حين ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم كظيم وهو مغموم

                                                                                                                                                                                                        3231 حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان قال حدثني الأعمش ح حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقولن أحدكم إني خير من يونس زاد مسدد يونس بن متى

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( باب إن قارون كان من قوم موسى الآية ) هو قارون بن يصفد بن يصهر ابن عم . موسى ، وقيل : كان عم موسى ، والأول أصح فقد روى ابن أبي حاتم بإسناد صحيح عن ابن عباس أنه كان ابن عم موسى قال : وكذا قال قتادة وإبراهيم النخعي وعبد الله بن الحارث وسماك بن حرب ، واختلف في تفسير بغي قارون فقيل : الحسد ، لأنه قال : ذهب موسى وهارون بالأمر فلم يبق لي شيء . وقيل إنه واطأ امرأة من البغايا أن تقذف موسى بنفسها فألهمها الله أن اعترفت بأنه هو الذي حملها على ذلك . وقيل الكبر لأنه طغى بكثرة ماله . وقيل هو أول من أطال ثيابه حتى زادت على قامته شبرا .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( لتنوء : لتثقل ) هو تفسير ابن عباس أورده ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عنه في قوله : ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة يقول تثقل .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( قال ابن عباس : أولي القوة لا يرفعها العصبة من الرجال ) واختلف في العصبة فقيل عشرة ، وقيل : خمسة عشر ، وقيل : أربعون ، وقيل : من عشرة إلى أربعين .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( الفرحين : المرحين ) هو تفسير ابن عباس أورده ابن أبي حاتم أيضا من طريق ابن أبي طلحة عنه في قوله : إن الله لا يحب الفرحين أي المرحين ، والمعنى أنهم يبطرون فلا يشكرون الله على نعمه .

                                                                                                                                                                                                        [ ص: 517 ] قوله : ( ويكأن الله ، مثل ألم تر أن الله ) هو قول أبي عبيدة ، واستشهد بقول الشاعر :


                                                                                                                                                                                                        ويكأن من يكن له نشب يحبب ومن يفتقر يعش عيش ضر



                                                                                                                                                                                                        وذهب قطرب إلى أن " وي " كلمة تفجع و " كأن " حرف تشبيه ، وعن الفراء هي كلمة موصولة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر : يوسع عليه ويضيق ) قال أبو عبيدة في قوله : قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء يوسع ويكثر ، وفي قوله : ويقدر هو مثل قوله : ومن قدر عليه رزقه أي ضاق .

                                                                                                                                                                                                        ( تنبيه ) :

                                                                                                                                                                                                        لم يذكر المصنف في قصة قارون إلا هذه الآثار ، وهي ثابتة في رواية المستملي والكشميهني فقط . وقد أخرج ابن أبي حاتم بإسناد صحيح عن ابن عباس قال : كان موسى يقول لبني إسرائيل إن الله يأمركم بكذا حتى دخل عليهم في أموالهم فشق ذلك على قارون فقال لبني إسرائيل : إن موسى يقول : من زنى رجم ، فتعالوا نجعل لبغي شيئا حتى تقول إن موسى فعل بها فيرجم فنستريح منه ، ففعلوا ذلك ، فلما خطبهم موسى قالوا له : وإن كنت أنت قال : وإن كنت أنا . فقالوا : فقد زنيت ، فأرسلوا إلى المرأة فلما جاءت عظم عليها موسى ، وسألها بالذي فلق البحر لبني إسرائيل إلا صدقت ، فأقرت بالحق ، فخر موسى ساجدا يبكي ، فأوحى الله إليه : إني أمرت الأرض أن تطيعك فأمرها بما شئت ، فأمرها فخسفت بقارون ومن معه . وكان من قصة قارون أنه حصل أموالا عظيمة جدا حتى قيل : كانت مفاتيح خزائنه كانت من جلود تحمل على أربعين بغلا وكان يسكن تنيس ، فحكي أن عبد العزيز الحروري ظفر ببعض كنوز قارون وهو أمير على تنيس ، فلما مات تأمر ابنه علي مكانه وتورع ابنه الحسن بن عبد العزيز عن ذلك فيقال : إن عليا كتب إلى أخيه الحسن إني استطبت لك من مال أبيك مائة ألف دينار فخذها فقال : أنا تركت الكثير من ماله لأنه لم يطب لي فكيف آخذ هذا القليل وقد روى البخاري في هذا الصحيح عن الحسن بن عبد العزيز هذا .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( باب قول الله تعالى : وإلى مدين أخاهم شعيبا هو شعيب بن ميكيل بن يشجر بن لاوي بن يعقوب ، كذا قال ابن إسحاق ولا يثبت . وقيل : يشجر بن عنقا بن مدين بن إبراهيم . وقيل : هو شعيب بن صفور بن عنقا بن ثابت بن مدين . وكان مدين ممن آمن بإبراهيم لما أحرق . وروى ابن حبان في حديث أبي ذر [ ص: 518 ] الطويل " أربعة من العرب : هود وصالح وشعيب ومحمد " فعلى هذا هو من العرب العاربة . وقيل : إنه من بني عنزة بن أسد ، ففي حديث سلمة بن سعيد العنزي أنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فانتسب إلى عنزة فقال : نعم الحي عنزة مبغي عليهم منصورون رهط شعيب وأختان موسى أخرجه الطبراني ، وفي إسناده مجاهيل .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( إلى أهل مدين ، لأن مدين بلد ومثله ( واسأل القرية - واسأل العير ) يعني أهل القرية وأهل العير ) هو قول أبي عبيدة قاله في تفسير سورة هود .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وراءكم ظهريا لم يلتفتوا إليه ، ويقال إذا لم تقض حاجته ظهرت حاجتي وجعلتني ظهريا قال : الظهري أن تأخذ معك دابة أو وعاء تستظهر به ) قال أبو عبيدة في قوله : وراءكم ظهريا أي ألقيتموه خلف ظهوركم فلم تلتفتوا إليه ، وتقول للذي لا يقضي حاجتك ولا يلتفت إليها : ظهرت بحاجتي وجعلتها ظهرية أي خلف ظهرك ، قال الشاعر :

                                                                                                                                                                                                        وجدنا بني البرصاء من ولد الظهر

                                                                                                                                                                                                        أي من الذين يظهرون بهم ولا يلتفتون إليهم .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( مكانتهم ومكانهم واحد ) هكذا وقع ، وإنما هو في قصة شعيب مكانتكم في قوله : ويا قوم اعملوا على مكانتكم ، ثم هو قول أبي عبيدة قال في تفسير سورة يس في قوله : مكانتهم المكان والمكانة واحد .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( يغنوا يعيشوا ) قال أبو عبيدة في قوله تعالى : كأن لم يغنوا فيها أي لم ينزلوا فيها ولم يعيشوا فيها ، قال : والمغنى الدار ، الجمع مغاني ، يعني بالغين المعجمة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( تأس تحزن ، آسى أحزن ) قال أبو عبيدة في قوله : فكيف آسى أي أحزن وأندم وأتوجع ، والمصدر الأسى ، وأما قوله : " تأس تحزن " فهو من قوله تعالىلموسى : فلا تأس على القوم الفاسقين وذكره المصنف هنا استطرادا .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقال الحسن : إنك لأنت الحليم الرشيد يستهزئون به ) وصله ابن أبي حاتم من طريق أبي المليح عن الحسن البصري بهذا ، وأراد الحسن أنهم قالوا له ذلك على سبيل الاستعارة التهكمية ومرادهم عكس ذلك .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقال مجاهد : ليكة الأيكة ، يوم الظلة إظلال العذاب عليهم ) وصله ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله : ( كذب أصحاب ليكة ) كذا قرأها ، وهي قراءة أهل مكة ابن كثير وغيره ، وفي قوله : عذاب يوم الظلة قال : إظلال العذاب إياهم .

                                                                                                                                                                                                        ( تنبيه ) :

                                                                                                                                                                                                        لم يذكر المصنف في قصة شعيب سوى هذه الآثار ، وهي للكشميهني والمستملي فقط . قد ذكر الله تعالى قصته في الأعراف وهود والشعراء والعنكبوت وغيرها ، وجاء عن قتادة أنه أرسل إلى أمتين : أصحاب مدين وأصحاب الأيكة ، ورجح بأنه وصف في أصحاب مدين بأنه أخوهم بخلاف أصحاب الأيكة وقال في أصحاب مدين ( أخذتهم الرجفة - والصيحة ) وفي أصحاب الأيكة أخذهم عذاب يوم الظلة والجمهور على أن أصحاب مدين هم أصحاب الأيكة ، وأجابوا عن ترك ذكر الأخوة في أصحاب [ ص: 519 ] الأيكة بأنه لما كانوا يعبدون الأيكة ووقع في صدر الكلام بأنهم أصحاب الأيكة ناسب أن لا يذكر الأخوة ، وعن الثاني بأن المغايرة في أنواع العذاب إن كانت تقتضي المغايرة في المعذبين فليكن الذين عذبوا بالرجفة غير الذين عذبوا بالصيحة ، والحق أنهم أصابهم جميع ذلك ، فإنهم أصابهم حر شديد فخرجوا من البيوت فأظلتهم سحابة فاجتمعوا تحتها فرجفت بهم الأرض من تحتهم وأخذتهم الصيحة من فوقهم ، وسيأتي الكلام على الأيكة في التفسير إن شاء الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                        [ ص: 520 ] قوله : ( باب قول الله تعالى : وإن يونس لمن المرسلين - إلى قوله - وهو مليم ) هو يونس بن متى بفتح الميم وتشديد المثناة مقصور ، ووقع في تفسير عبد الرزاق أنه اسم أمه ، وهو مردود بما في حديث ابن عباس في هذا الباب " ونسبه إلى أبيه " فهذا أصح ، ولم أقف في شيء من الأخبار على اتصال نسبه ، وقد قيل إنه كان في زمن ملوك الطوائف من الفرس .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( قال مجاهد : مذنب ) يعني تفسير قوله : وهو مليم وقد أخرجه ابن جرير من طريق مجاهد قال : فالتقمه الحوت وهو مليم من ألام الرجل إذا أتى بما يلام عليه . ثم قال الطبري : المليم هو المكتسب اللوم .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( والمشحون الموقر ) وصله ابن أبي حاتم من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد قال المشحون المملوء ، ومن طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس المشحون الموقر .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فلولا أنه كان من المسبحين - الآية - فنبذناه بالعراء : بوجه الأرض ) قال أبو عبيدة في قوله : فنبذناه بالعراء : أي بوجه الأرض ، والعرب تقول نبذته بالعراء أي بالأرض الفضاء ، قال الشاعر : ونبذت بالبلد العراء ثيابي والعراء الذي لا شيء فيه يواري من شجر ولا غيره ، وقال الفراء : العراء المكان الخالي .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( من يقطين : من غير ذات أصل ، الدباء ونحوه ) وصله عبد بن حميد من طريق مجاهد وزاد : ليس لها ساق ، وكذا قال أبو عبيدة : كل شجرة لا تقوم على ساق فهي يقطين نحو الدباء والحنظل والبطيخ ، والمشهور أنه القرع ، وقيل التين وقيل الموز ، وجاء في حديث مرفوع في القرع هي شجرة أخي يونس .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم . كظيم : مغموم ) كذا فيه ، والذي قاله أبو عبيدة في قوله تعالى : إذ نادى وهو مكظوم : أي من الغم مثل كظيم . وروى ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله : وهو مكظوم يقول : مغموم . ثم ذكر حديث ابن مسعود لا يقولن أحدكم إني خير من يونس بن متى وحديث ابن عباس لا ينبغي لعبد أن يقول إني خير من يونس بن متى ، ونسبه إلى أبيه وحديث أبي هريرة في قصة المسلم الذي لطم اليهودي وقد تقدم شرحها في أواخر قصة موسى ، وقال في آخره في هذه الرواية ولا أقول إن أحدا أفضل من يونس بن متى وحديثه من وجه آخر مختصرا مقتصرا على مثل لفظ حديث ابن عباس . وقد وقع في حديث عبد الله بن جعفر عند الطبراني بلفظ لا ينبغي لنبي أن يقول إلخ وهذا يؤيد أن قوله في الطريق الأولى : " إن " المراد بها النبي صلى الله عليه [ ص: 521 ] وسلم ، وفي رواية للطبراني في حديث ابن عباس ما ينبغي لأحد أن يقول أنا عند الله خير من يونس وفي رواية للطحاوي أنه سبح الله في الظلمات فأشار إلى جهة الخيرية المذكورة ، وأما قوله في الرواية الأولى ونسبه إلى أبيه ففيه إشارة إلى الرد على من زعم أن متى اسم أمه ، وهو محكي عن وهب بن منبه في " المبتدإ " ، وذكره الطبري وتبعه ابن الأثير في " الكامل ، والذي في الصحيح أصح . وقيل : سبب قوله : ونسبه إلى أبيه أنه كان في الأصل يونس ابن فلان فنسي الراوي اسم الأب وكنى عنه بفلان ، وقيل : إن ذلك هو السبب في نسبته إلى أمه فقال الذي نسي اسم أبيه يونس بن متى وهو أمه ثم اعتذر فقال ونسبه - أي شيخه - إلى أبيه أي سماه فنسبه ، ولا يخفى بعد هذا التأويل وتكلفه ، قال العلماء إنما قال صلى الله عليه وسلم ذلك تواضعا إن كان قاله بعد أن أعلم أنه أفضل الخلق ، وإن كان قاله قبل علمه بذلك فلا إشكال ، وقيل : خص يونس بالذكر لما يخشى على من سمع قصته أن يقع في نفسه تنقيص له فبالغ في ذكر فضله لسد هذه الذريعة . وقد روى قصته السدي في تفسيره بأسانيده عن ابن مسعود وغيره إن الله بعث يونس إلى أهل نينوى وهي من أرض الموصل فكذبوه ، فوعدهم بنزول العذاب في وقت معين ، وخرج عنهم مغاضبا لهم ، فلما رأوا آثار ذلك خضعوا وتضرعوا وآمنوا ، فرحمهم الله فكشف عنهم العذاب ، وذهب يونس فركب سفينة فلججت به ، فاقترعوا فيمن يطرحونه منهم فوقعت القرعة عليه ثلاثا ، فالتقمه الحوت وروى ابن أبي حاتم من طريق عمرو بن ميمون عن ابن مسعود بإسناد صحيح إليه نحو ذلك وفيه : وأصبح يونس فأشرف على القرية فلم ير العذاب وقع عليهم ، وكان في شريعتهم من كذب قتل ، فانطلق مغاضبا حتى ركب سفينة - وقال فيه - فقال لهم يونس إن معهم عبدا آبقا من ربه وإنها لا تسير حتى تلقوه ، فقالوا : لا نلقيك يا نبي الله أبدا ، قال فاقترعوا فخرج عليه ثلاث مرات ، فألقوه فالتقمه الحوت فبلغ به قرار الأرض ، فسمع تسبيح الحصى فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت الآية . وروى البزار وابن جرير من طريق عبد الله بن نافع عن أبي هريرة رفعه لما أراد الله حبس يونس في بطن الحوت أمر الله الحوت أن لا يكسر له عظما ولا يخدش له لحما ، فلما انتهى به إلى قعر البحر سبح الله فقالت الملائكة : يا ربنا إنا نسمع صوتا بأرض غريبة . قال : ذاك عبدي يونس ، فشفعوا له ، فأمر الحوت فقذفه في الساحل - قال ابن مسعود - كهيئة الفرخ ليس عليه ريش وروى ابن أبي حاتم من طريق السدي عن أبي مالك قال : لبث في بطن الحوت أربعين يوما . ومن طريق جعفر الصادق قال : سبعة أيام ، ومن طريق قتادة قال : ثلاثا ، ومن طريق الشعبي قال : التقمه ضحى ، ولفظه عشية .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية