الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 99 ] ذكر سؤال الكليم ربه عن أدنى أهل الجنة وأرفعهم منزلة

                                                                                                                          6216 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي ، بمنبج حدثنا حامد بن يحيى البلخي حدثنا سفيان حدثنا مطرف بن طريف ، وعبد الملك بن أبجر - شيخان صالحان - سمعا الشعبي ، يقول : سمعت المغيرة بن شعبة يقول على المنبر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : إن موسى سأل ربه : أي أهل الجنة أدنى منزلة ؟ قال : رجل يجيء بعدما يدخل - يعني أهل الجنة - الجنة فيقال : ادخل الجنة ، فيقول : كيف أدخل الجنة وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم ؟ فيقول له : أترضى أن يكون لك من الجنة مثل ما كان لملك من ملوك الدنيا ؟ فيقول : نعم أي رب . فيقال : لك هذا ومثله ومثله ومثله . فيقول : أي رب ، رضيت ، فيقال له : إن لك هذا وعشرة أمثاله ، فيقول : أي رب ، رضيت . فيقال له : لك مع هذا ما اشتهت نفسك ولذت عينك .

                                                                                                                          وسأل ربه : أي أهل الجنة أرفع منزلة ؟ قال : سأحدثك عنهم ، غرست كرامتهم بيدي ، وختمت عليها ، فلا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، [ ص: 100 ] ومصداق ذلك في كتاب الله تعالى : فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين . الآية
                                                                                                                          .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية