الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      [ ص: 229 ] زواجه صلى الله عليه وسلم بعائشة وسودة أمي المؤمنين

                                                                                      قال هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم متوفى خديجة ، قبل الهجرة ، وأنا ابنة ست ، وأدخلت عليه وأنا ابنة تسع سنين جاءني نسوة وأنا ألعب على أرجوحة ، وأنا مجممة ، فهيأنني وصنعنني ، ثم أتين بي إليه . قال عروة : ومكثت عنده تسع سنين . وهذا حديث صحيح .

                                                                                      وقال أبو أسامة ، عن هشام ، عن أبيه ، قال : توفيت خديجة قبل مخرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بثلاث سنين ، فلبث سنتين أو قريبا من ذلك ، ونكح عائشة وهي بنت ست سنين ، ثم بنى بها وهي ابنة تسع . أخرجه البخاري هكذا مرسلا .

                                                                                      وقال هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أريتك في المنام مرتين ، أرى أن رجلا يحملك في سرقة حرير فيقول : هذه امرأتك ، فأكشف فأراك فأقول : إن كان هذا من عند الله يمضه " . متفق عليه .

                                                                                      وقال عبد الله بن إدريس ، عن محمد بن عمرو ، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ، قال : قالت عائشة رضي الله عنها : " لما ماتت خديجة جاءت خولة بنت حكيم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : ألا تزوج ؟ [ ص: 230 ] قال : ومن ؟ قالت : إن شئت بكرا وإن شئت ثيبا . قال : من البكر ومن الثيب ؟ فقالت : أما البكر فعائشة ابنة أحب خلق الله إليك . وأما الثيب فسودة بنت زمعة ، قد آمنت بك واتبعتك . قال : اذكريهما علي : قالت : فأتيت أم رومان فقلت : يا أم رومان ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة! قالت : ماذا ؟ قالت : رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر عائشة . قالت : انتظري فإن أبا بكر آت . فجاء أبو بكر فذكرت ذلك له . فقال : أو تصلح له وهي ابنة أخيه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا أخوه وهو أخي وابنته تصلح لي . قالت : وقام أبو بكر ، فقالت لي أم رومان : إن المطعم بن عدي قد كان ذكرها على ابنه ، ووالله ما أخلف وعدا قط ، تعني أبا بكر . قالت : فأتى أبو بكر المطعم فقال : ما تقول في أمر هذه الجارية . قالت : فأقبل على امرأته فقال لها : ما تقولين ؟ فأقبلت على أبي بكر فقالت : لعلنا إن أنكحنا هذا الفتى إليك تصبئه وتدخله في دينك . فأقبل عليه أبو بكر فقال : ما تقول أنت ؟ فقال : إنها لتقول ما تسمع . فقام أبو بكر وليس في نفسه من الموعد شيء ، فقال لها : قولي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فليأت . فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فملكها ، قالت : ثم انطلقت إلى سودة بنت زمعة ، وأبوها شيخ كبير قد جلس عن الموسم فحييته بتحية أهل الجاهلية وقلت : أنعم صباحا . قال : من أنت ؟ قلت : خولة بنت حكيم . فرحب بي وقال ما شاء الله أن يقول ، قلت : محمد بن عبد الله بن عبد المطلب يذكر سودة بنت زمعة . قال : كفؤ كريم ، ماذا تقول صاحبتك ؟ قلت : تحب ذلك . قال : قولي له فليأت . قالت : فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فملكها . قالت : وقدم عبد بن زمعة فجعل يحثو على رأسه التراب ، فقال بعد أن أسلم : إني لسفيه يوم أحثو على رأسي التراب أن تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة . إسناده حسن .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية