الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 386 ] ذكر البيان بأن المرء عليه إذا تخلى لزوم البكاء

                                                                                                                          على ما ارتكب من الحوبات وإن كان

                                                                                                                          بائنا عنها مجدا في إتيان ضدها

                                                                                                                          620 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن زكريا عن إبراهيم بن سويد النخعي حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء ، قال : دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة فقالت لعبيد بن عمير : قد آن لك أن تزورنا ، فقال : أقول يا أمه كما قال الأول : زر غبا تزدد حبا ، قال : فقالت : دعونا من رطانتكم هذه ، قال ابن عمير : أخبرينا بأعجب شيء رأيته من [ ص: 387 ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " فسكتت ثم قالت : لما كان ليلة من الليالي ، قال : يا عائشة ذريني أتعبد الليلة لربي قلت : والله إني لأحب قربك ، وأحب ما سرك ، قالت : فقام فتطهر ، ثم قام يصلي ، قالت : فلم يزل يبكي حتى بل حجره ، قالت : ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل لحيته ، قالت : ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل الأرض ، فجاء بلال يؤذنه بالصلاة ، فلما رآه يبكي ، قال : يا رسول الله ، لم تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم وما تأخر ؟ قال : " أفلا أكون عبدا شكورا " ، لقد نزلت علي الليلة آية ، ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها إن في خلق السماوات والأرض الآية كلها .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية