الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ فسل ]

                                                          فسل : الفسل : الرذل النذل الذي لا مروءة له ولا جلد ، والجمع أفسل وفسول وفسال وفسل ; قال سيبويه : والأكثر فيه فعال ، وأما فعول ففرع داخل عليه أجروه مجرى الأسماء ، لأن فعالا وفعولا يعتقبان على فعل في الأسماء كثيرا فحملت الصفة عليه وقالوا فسولة ، فأثبتوا الجمع كما قالوا فحولة وبعولة ; حكاه كراع ، وقالوا فسلاء ، وهذا نادر كأنهم توهموا فيه فسيلا ، ومثله سمح وسمحاء كأنهم توهموا فيه سميحا ، وقد فسل ، بالضم ، وفسل فسالة وفسولة فسولا ، فهو فسل من قوم فسلاء وأفسال وفسال وفسول ; قال الشاعر :


                                                          إذا ما عد أربعة فسال فزوجك خامس وأبوك سادي



                                                          وحكى سيبويه : فسل ، على صيغة ما لم يسم فاعله ، قال : كأنه وضع ذلك فيه ، والمفسول كالفسل . أبو عمرو : الفسل الرجل الأحمق . ويقال : أفسل فلان على فلان متاعه إذا أرذله ، وأفسل عليه دراهمه إذا زيفها ، وهي دراهم فسول ; وقال الفرزدق :


                                                          فلا تقبلوا مني أباعر تشترى     بوكس ولا سودا يصح فسولها



                                                          أراد : ولا تقبلوا منهم دراهم سودا . وفي حديث حذيفة : اشترى ناقة من رجلين وشرط لهما من النقد رضاهما ، فأخرج لهما كيسا فأفسلا عليه ، ثم أخرج كيسا فأفسلا عليه أي أرذلا وزيفا منها ، وأصلها من الفسل وهو الرديء الرذل من كل شيء ، يقال : فسله وأفسله ; وفي حديث الاستسقاء :


                                                          سوى الحنظل العامي والعلهز الفسل



                                                          ويروى بالشين المعجمة ، وسيذكر . والفسيلة : الصغيرة من النخل ، والجمع فسائل وفسيل ، والفسلان جمع الجمع ; عن أبي عبيد . الأصمعي في صغار النخل قال : أول ما يقلع من صغار النخل الغرس فهو الفسيل والودي ، والجمع فسائل ، وقد يقال للواحدة فسيلة . وأفسل الفسيلة : انتزعها من أمها واغترسها . والفسل : قضبان الكرم للغرس ، وهو ما أخذ من أمهاته ثم غرس ; حكاه أبو حنيفة . وفسالة الحديد : سحالته . ابن سيده : فسالة الحديد ونحوه ما تناثر منه عند الضرب إذا طبع . وفي الحديث عن النبي ، صلى الله عليه وسلم : أنه لعن من النساء المسوفة والمفسلة ; المفسلة من النساء : التي إذا أراد زوجها غشيانها ونشط لوطئها اعتلت وقالت إني حائض ، فيفسل الزوج عنها ، وتفتره ولا حيض بها ترده بذلك عن غشيانها وتفتر نشاطه ، من الفسولة وهي الفتور في الأمر ، والمسوفة : التي إذا دعاها الزوج للفراش ماطلته ولم تجبه إلى ما يدعو إليه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية