الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 772 ) فصل : والسنة أن يقول : السلام عليكم ورحمة الله . لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم كذلك ، في رواية ابن مسعود ، وجابر بن سمرة ، وغيرهما . وقد روى وائل بن حجر ، قال : { صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يسلم عن يمينه : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . وعن شماله : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . } رواه أبو داود ، فإن قال ذلك فحسن ، والأول أحسن ; لأن رواته أكثر ، وطرقه أصح فإن قال : السلام عليكم . ولم يزد [ ص: 325 ] فظاهر كلام أحمد أنه يجزئه . قال القاضي : ونص عليه أحمد في صلاة الجنازة . وهو مذهب الشافعي ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : وتحليلها التسليم . والتسليم يحصل بهذا القول .

                                                                                                                                            وقد روي عن سعد ، قال : { كنت أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه وشماله ، حتى أرى بياض خده : السلام عليكم ورحمة الله ، السلام عليكم ورحمة الله } . رواه أبو داود ، وروى عبد الله بن زيد نحوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعن علي رضي الله عنه { أنه كان يسلم عن يمينه وعن يساره : السلام عليكم ، السلام عليكم . } رواهما سعيد . ، ولأن ذكر الرحمة تكرير للثناء ، فلم يجب . كقوله : وبركاته ، وقال ابن عقيل : الأصح أنه لا يجزئه لأن الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول : السلام عليكم ورحمة الله ولأنه سلام في الصلاة ورد مقرونا بالرحمة ، فلم يجز بدونها ، كالتسليم على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية