الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ فشش ]

                                                          فشش : الفش : تتبع السرق الدون ، فشه يفشه فشا ; قال الشاعر :


                                                          نحن وليناه فلا نفشه وابن مفاض قائم يمشه     يأخذ ما يهدى له يقشه
                                                          كيف يؤاتيه ولا يؤشه



                                                          وانفشت الرياح : خرجت عن الزق ونحوه . والفش : الحلب ، وقيل : الحلب السريع . وفش الناقة يفشها فشا : أسرع حلبها ، وفش الضرع فشا : حلب جميع ما فيه . وناقة فشوش : منتشرة الشخب أي يتشعب إحليلها مثل شعاع قرن الشمس حين يطلع أي يتفرق شخبها في الإناء فلا يرغي بينة الفشاش ، وفي حديث موسى وشعيب ، عليهما السلام : ليس فيها عزوز ولا فشوش ; الفشوش : التي ينفش لبنها من غير حلب أي يجري لسعة الإحليل ، ومثله الفتوح والثرور . والفشفشة : ضعف الرأي . والفشفشة : الخروبة . ابن الأعرابي : الفش الطحربة والفش النميمة والفش الأحمق . والخروب يقال له : الفش . وفش الوطب فشا : أخرج زبده . وفش القربة يفشها فشا : حل وكاءها فخرج ريحها . والفشوش : السقاء الذي يتحلب . وفي بعض الأمثال : لأفشنك فش الوطب أي لأزيلن نفخك ; وقال كراع : معناه لأحلبنك وذلك أن ينفخ ثم يحل وكاؤه ويترك مفتوحا ثم يملأ لبنا ، وقال ثعلب : لأفشن وطبك أي لأذهبن بكبرك وتيهك ; وفي التهذيب : معناه لأخرجن غضبك من رأسك ، من فش السقاء إذا أخرج منه الريح وهو يقال للغضبان ، وربما قالوا : فش الرجل إذا تجشأ . وفي الحديث : إن الشيطان يفش بين أليتي أحدكم حتى يخيل إليه أنه قد أحدث أي ينفخ نفخا ضعيفا . ويقال : فش السقاء إذا خرج منه الريح . وفي حديث ابن عباس : لا ينصرف حتى يسمع فشيشها أي صوت ريحها ، قال : والفشيش الصوت ، ومنه فشيش الأفعى ، وهو صوت جلدها إذا مشت في اليبس . وفي حديث أبي الموالي : فأتت جارية فأقبلت وأدبرت وإني لأسمع بين فخذيها من لففها مثل فشيش الحرابش ; قال : هي جنس من الحيات ، واحدها حربش . وفي حديث عمر : جاءه رجل فقال : أتيتك من عند رجل يكتب المصاحف من غير مصحف ، فغضب حتى ذكرت الزق وانتفاخه قال : من ؟ قلت : ابن أم عبد ، فذكرت الزق وانفشاشه ، يريد أنه غضب حتى انتفخ غيظا ثم لما زال غضبه انفش انتفاخه ، والانفشاش : انفعال من الفش . ومنه حديث ابن عمر مع ابن صياد : فقلت له اخس فلن تعدو قدرك ! فكأنه كان سقاء فش أي فتح فانفش ما فيه وخرج . ويقال للرجل إذا غضب فلم يقدر على التغيير : فشاش فشيه من استه إلى فيه . ويقال للسقاء إذا فتح رأسه وأخرج منه الريح : فش ، وقد فش السقاء يفش . وفششت الزق إذا أخرجت ريحه . والفشوش : الناقة [ ص: 184 ] الواسعة الإحليل . والفشوش والمقصعة والمطحربة : الأمة الفشاء . ويقال : انفشت علة فلان إذا أقبل منها . وفي حديث ابن عباس : أعطهم صدقتك وإن أتاك أهدل الشفتين منفش المنخرين أي منتفخهما مع قصور المارن وانبطاحه ، وهو من صفات الزنج والحبش في أنوفهم وشفاههم ، وهو تأويل قوله ، صلى الله عليه وسلم : أطيعوا ولو أمر عليكم عبد حبشي مجدع ، والضمير في أعطهم لأولي الأمر . والفش : الفسو . والفشوش من النساء : الضروط ، وقيل : هي الرخوة المتاع ، وقيل : هي التي تقعد على الجردان ; قال رؤبة :


                                                          وازجر بني النجاخة الفشوش



                                                          وفش المرأة يفشها فشا : نكحها . وفش القفل فشا : فتحه بغير مفتاح . والانفشاش : الانكسار عن الشيء والفشل . وانفش الرجل عن الأمر أي فتر وكسل . وانفش الجرح : سكن ورمه ; عن ابن السكيت : والفش : الأكل ; قال جرير :


                                                          فبتم تفشون الخزير كأنكم     مطلقة يوما ويوما تراجع



                                                          وفش القوم يفشون فشوشا : أحيوا بعد هزال . وأفشوا : انطلقوا فجفلوا . والفش من الأرض : الهجل الذي ليس بحد عميق ولا متطامن جدا . والفش : حمل الينبوت ، واحدته فشة ، وجمعها فشاش . والفشوش : الخروب . والفشاش والفشفاش : كساء رقيق غليظ النسج ، وقيل : الفشاش الكساء الغليظ ، والفشوش : الكساء السخيف . وفي حديث شقيق : أنه خرج إلى المسجد وعليه فشاش له ; وهو كساء غليظ . وفشيشة : بئر لحي من العرب ، قال ابن الأعرابي : هو لقب لبني تميم ; وأنشد :


                                                          ذهبت فشيشة بالأباعر حولنا     سرقا فصب على فشيشة أبجر



                                                          وفشفش ببوله نضحه . وفشفش الرجل : أفرط في الكذب . ورجل فشفاش : يتنفج بالكذب وينتحل ما لغيره . وفي حديث الشعبي : سميتك الفشفاش ; يعني سيفه وهو الذي لم يحكم عمله . وفشفش في القول إذا أفرط في الكذب . والفشفاش : عشبة نحو البسباس ، واحدته فشفاشة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية