الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ فشل ]

                                                          فشل : الفشل : الرجل الضعيف الجبان ، والجمع أفشال . ابن سيده : فشل الرجل فشلا ، فهو فشل : كسل وضعف وتراخى وجبن . ورجل خشل فشل ، وخسل فسل ، وقوم فشل ; قال :


                                                          وقد أدركتني والحوادث جمة أسنة قوم لا ضعاف ولا فشل



                                                          ويروى : ولا فسل ; يعني جمع فسل . وفي حديث علي يصف أبا بكر ، رضوان الله عليهما : كنت للدين يعسوبا أولا حين نفر الناس عنه ، وآخرا حين فشلوا ; الفشل : الفزع والجبن والضعف ; ومنه حديث جابر : فينا نزلت : إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا وفي حديث الاستسقاء :


                                                          سوى الحنظل العامي والعلهز الفشل



                                                          أي الضعيف ; يعني : الفشل مدخره وآكله ، فصرف الوصف إلى العلهز وهو في الحقيقة لآكله ، ويروى الفسل ، بالسين المهملة ، وقد تقدم . الليث : رجل فشيل ، وقد فشل يفشل عند الحرب والشدة إذا ضعف وذهبت قواه . وفي التنزيل العزيز : ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم قال الزجاج : أي تجبنوا عن عدوكم إذا اختلفتم ، أخبر أن اختلافهم يضعفهم ، وأن الألفة تزيد في قوتهم . النضر بن شميل : المفشلة الكبارجة . والمشافل جماعة ، قال : والقرطالة الكبارجة أيضا ، وقال أعرابي : المشفلة الكرش . ابن الأعرابي : المفشل الذي يتزوج في الغرائب لئلا يخرج الولد ضاويا ، والمفشل الهودج ; وقال ابن شميل : هو الفشل وهو أن يعلق ثوبا على الهودج ، ثم يدخله فيه ويشد أطرافه إلى القواعد ، فيكون وقاية من رءوس الأحناء والأقطاب وعقد العصم ، وهي الحبال ، وقيل : الفشل ستر الهودج ، وفي المحكم : الفشل شيء من أداة الهودج تجعله المرأة تحتها ، والجمع فشول ; وقد افتشلت المرأة فشلها وفشلته وتفشلت . وتفشل الماء : سال . وتفشل امرأة : تزوجها . ابن السكيت : يقال تفشل فلان منهم امرأة أي تزوجها . والفيشلة : الحشفة طرف الذكر ، والجمع الفيشل والفياشل ، وقيل : الفيشلة رأس كل محوق ، وقال بعضهم : لامها زائدة كزيادتها في زيدل وعبدل وألالك ، وقد يمكن أن تكون فيشلة من غير لفظ فيشة ، فتكون الياء في فيشلة زائدة ويكون وزنها فيعلة ، لأن زيادة الياء ثانية أكثر من زيادة اللام ، وتكون الياء في فيشة عينا فيكون اللفظان مقترنين والأصلان مختلفين ، ونظير هذا قولهم رجل ضياط وضيطار ; فأما قول جرير :


                                                          ما كان ينكر في ندي مجاشع     أكل الخزير ولا ارتضاع الفيشل



                                                          فقد يكون جمع فيشلة ، وهو على الجمع الذي لا يفارق واحده إلا بالهاء . والفياشل : ماء لبني حصين ، سمي بذلك لإكام حمر عنده حوله يقال لها الفياشل ، قال : أظن ذلك تشبيها لها بالفياشل التي تقدم ذكرها ; قال القتال الكلابي :


                                                          فلا يسترث أهل الفياشل غارتي     أتتكم عتاق الطير يحملن أنسرا



                                                          والفياشل : شجر .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية