الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب الرجل يحلف على علمه فيما غاب عنه

                                                                      3622 حدثنا محمود بن خالد حدثنا الفريابي حدثنا الحارث بن سليمان حدثني كردوس عن الأشعث بن قيس أن رجلا من كندة ورجلا من حضرموت اختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم في أرض من اليمن فقال الحضرمي يا رسول الله إن أرضي اغتصبنيها أبو هذا وهي في يده قال هل لك بينة قال لا ولكن أحلفه والله ما يعلم أنها أرضي اغتصبنيها أبوه فتهيأ الكندي يعني لليمين وساق الحديث [ ص: 41 ]

                                                                      التالي السابق


                                                                      [ ص: 41 ] المدعى عليه . ( يحلف ) بالبناء للمفعول من التحليف أو بصيغة المعروف من باب ضرب ، والأول أولى ( على علمه ) أي : على علم الرجل المدعى عليه أي : على حسب علمه ومطابقته ، فالضمير المجرور يئول إلى الرجل المدعى عليه ، وذلك أي : تحليفه على علمه إنما هو ( فيما غاب ) أي : في المعاملة التي غابت ( عنه ) أي : عن الرجل المدعى عليه ، ولم يرتكبه المدعى عليه لذلك ، بل ارتكبه غيره بأن عوملت تلك المعاملة في غيبته وهو لا يعلمها بحقيقتها ، فحينئذ لا يحلفه المدعي على البت والقطع ، بل إنما يحلفه على حسب علمه بأن يقول له المدعي احلف بهذا الوجه : والله إني لا أعلم أن الشيء الفلاني الذي ادعاه المدعي علي هو ملكه قد أخذه منه أبي أو أخي مثلا ظلما وعدوانا .

                                                                      ( حدثني كردوس ) بضم الكاف وسكون الراء قال في التقريب : واختلف في اسم أبيه وهو مقبول من الثالثة ( من كندة ) بكسر فسكون أبو قبيلة من اليمن ( من حضرموت ) بسكون الضاد والواو بين فتحات وهو موضع من أقصى اليمن ( فقال الحضرمي ) نسبة إلى حضرموت ( أبو هذا ) أي : أبو هذا الرجل الكندي ( وهي ) أي : الأرض ( في يده ) أي : الآن ( ولكن أحلفه ) بتشديد اللام ( والله ما يعلم ) قال الطيبي : هو اللفظ المحلوف به أي : أحلفه بهذا ، والوجه أن تكون الجملة القسمية منصوبة المحل على المصدر ، أي : أحلفه هذا الحلف ( أن أرضي ) بفتح همزة أن ، وفي بعض النسخ أنها أرضي ( فتهيأ الكندي ) أي : أراد أن يحلف ( وساق الحديث ) ليس هذا اللفظ في بعض النسخ . [ ص: 42 ] والحديث فيه دليل على أنها إذا طلبت يمين العلم وجبت ، قاله في النيل ، والحديث سكت عنه المنذري .




                                                                      الخدمات العلمية