الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ فضخ ]

                                                          فضخ : الفضخ : كسر كل شيء أجوف نحو الرأس والبطيخ ; فضخه يفضخه فضخا وافتضخه . وفضخ رأسه : شدخه . وانفضخ سنام البعير : انشدخ . وأفضخ العنقود : حان وصلح أن يفتضخ ويعتصر ما فيه . وفضخ الرطبة ونحوها من الرطب يفضخها فضخا : شدخها . والفضيخ : عصير العنب ، وهو أيضا شراب يتخذ من البسر المفضوخ وحده من غير أن تمسه النار ، وهو المشدوخ . وفضخت البسر وافتضخته ; قال الراجز :


                                                          بال سهيل في الفضيخ ففسد



                                                          يقول : لما طلع سهيل ذهب زمن البسر وأرطب فكأنه بال فيه ; وقال بعضهم : هو المفضوخ لا الفضيخ ; المعنى : أنه يسكر شاربه فيفضخه . وسئل ابن عمر عن الفضيخ فقال : ليس بالفضيخ ولكن هو الفضوخ ، فعول من الفضيخة ، أراد يسكر شاربه فيفضخه ، وقد تكرر ذكر الفضيخ في الحديث . والمفضخة : حجر يفضخ به البسر ويجفف . والمفاضخ : الأواني التي ينبذ فيها الفضيخ . وكل شيء اتسع وعرض ، فقد انفضخ . وانفضخت القرحة وغيرها : انفتحت وانعصرت . ودلو مفضخة : واسعة ; قال :


                                                          كأن ظهري أخذته زلخه     مما تمطى بالفري المفضخه



                                                          وقد قيل في الدلو : انفضجت ، بالجيم . وانفضخ العرق . ويقال : انفضخت العين ، بالخاء ، إذا انفقأت . أبو زيد : فضخت عينه فضخة وفقأتها فقأ وهما واحد للعين والبطن ، وكل وعاء فيه دهن أو شراب . وفي حديث علي ، رضوان الله عليه ، أنه قال : كنت رجلا مذاء فسألت المقداد أن يسأل النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فقال : إذا رأيت المذي فتوضأ واغسل مذاكيرك ، وإذا رأيت فضخ الماء فاغتسل ; يريد المني . وفضخ الماء : دفقه . وانفضخ الدلو إذا دفق ما فيه من الماء . قال : والدلو يقال لها المفضخة . وحكي عن بعضهم أنه قيل له : ما الإناء ؟ فقال : حيث تفضخ الدلو أي تدفق فتفيض في الإناء . ويقال : بينا الإنسان ساكت إذ انفضخ ; وهو شدة البكاء وكثرة الدمع . والقارورة تنفضخ إذا تكسرت فلم يبق فيها شيء . والسقاء ينفضخ وهو ملآن فينشق ويسيل ما فيه . أبو حاتم : يقال للبن الذي أكثر ماؤه حتى رق ، هو أبيض مثل السمار ; ومثله الضيح والخضار والشجاج والفضيخ والشهابة مثله ، بضم الشين ، وكذلك البراح وهو المزرح والدلاح والمذق ، وقيل : هو الشهاب .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية