الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ( ويشترط ) ( ترتيبه ) أي الأذان ومثله الإقامة للاتباع ولأن تركه يوهم اللعب ويخل بالإعلام ، فإن عكس ولو ناسيا لم يصح ويبني على المنتظم منه والاستئناف أولى ، ولو ترك بعض الكلمات في خلاله أتى بالمتروك وأعاد ما بعده ( و ) يشترط ( موالاته ) وكذا الإقامة لأن ترك ذلك يخل بالإعلام فلا يفصل بين كلماته بسكوت أو كلام طويل نعم لا يضر يسيرهما ولو عمدا كيسير نوم وإغماء وجنون لعدم إخلاله بالإعلام ، ويسن أن يستأنف في غير الأولين وكذا فيهما في الإقامة فكأنها لقربها من الصلاة وتأكدها لم يسامح فيها بفاصل ألبتة ، بخلاف الأذان ، ولو عطس [ ص: 412 ] سن له أن يحمد الله في نفسه وأن يؤخر رد السلام وتشميت العاطس إلى الفراغ وإن طال الفصل كما هو مقتضى كلامهم . ووجهه أنه لما كان معذورا سومح له في التدارك مع طوله لعدم تقصيره بوجه ، فإن لم يؤخر ذلك للفراغ فخلاف السنة كالتكلم ولو لمصلحة ، وقد يجب الإنذار لنحو حية تقصد محترما أو رأى نحو أعمى يريد أن يقع في نحو بئر

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            حاشية الشبراملسي

                                                                                                                            ( قوله أتى بالمتروك ) أي حيث لم يطل الفصل بما أتى به من غير المنتظم بين المنتظم وما كمل به ( قوله : أو كلام طويل ) ظاهره وإن كان ذلك لعذر كإنذار أعمى أو إنذار من قصدته حية . وقضية ما مر عن حج من قوله لا لحاجة خلافه ، وكذا ما يأتي من قول الشارح وقد يجب الإنذار لنحو حية إلخ ( قوله : نعم لا يضر ) الأولى أن يقول : وخرج بالطويل إلخ ( قوله : لعدم إخلاله بالإعلام ) قال حج : فإن فحش بأن مضى ذلك : أي الزمن الذي يخل بالإعلام أعاده ، وظاهر أن الكلام في غير الجمعة : أي في غير خطبة الجمعة والصلاة لوجوب الموالاة فيها ويحتاط للواجب ما لا يحتاط لغيره ، ومن ثم ينبغي أن يضبط الطول المضر فيها : أي في الجمعة بقدر ركعتين بأخف ممكن أخذا من نظيره في جمع التقديم ، ولا يضر الطول هنا بذلك لما تقرر من الفرق بين الواجب والمندوب ( قوله : في غير الأولين ) هما يسير الكلام والسكوت

                                                                                                                            [ ص: 412 ] قوله : وأن يؤخر رد السلام ) أي وسن له أن يؤخر إلخ ( قوله : لما كان معذورا سومح له ) قضيته وجوب الرد بعد فراغ الأذان وهو مخالف لما في الأبيات المشهورة التي أولها

                                                                                                                            رد السلام واجب إلا على

                                                                                                                            إلخ ، حيث عد فيها الأذان من الصور المسقطة للرد لكنه موافق لما هو المعتمد من وجوب الرد على الخطيب إذا سلم عليه ( قوله : وقد يجب الإنذار ) أي وإن طال ولا يبطل به الأذان على ما مر



                                                                                                                            حاشية المغربي

                                                                                                                            [ ص: 411 ] قوله : ويبني على المنتظم منه ) ظاهره وإن قصد التكميل ، والفرق بينه وبين الفاتحة لائح ( قوله : طويل ) وصف للسكوت ، والكلام إذ العطف بأو ( قوله : لم يسامح فيها بفاصل ألبتة ) لعله بالنسبة للسنة بقرينة ما قبله : أي : فالأذان سومح فيه بالسكوت ، والكلام القصيرين فلم يسن الاستئناف لأجلهما ، بخلاف يسن الاستئناف فيها مطلقا [ ص: 412 ] ولم يسامح فيها بذلك ( قوله : وأن يؤخر رد السلام ) هذا ظاهر إذا كان المسلم يمكث إلى الفراغ فإن كان يذهب كأن سلم ، وهو مار فهل يرد عليه حالا أو يترك الرد




                                                                                                                            الخدمات العلمية