الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      اللفظ الثالث : سائر

                                                      إن كانت من سور المدينة وهو المحيط بها كما جزم به الجوهري ، وقد عدها القاضيان : أبو بكر في " مختصر التقريب " وعبد الوهاب في " الإفادة " كما نقله الأصفهاني في " شرح المحصول " . قلت : والذي رأيته فيها حكاية ذلك ، ثم تغليطه بأنها من " أسأر " أي أبقى ، فإن كانت مأخوذة من " السؤر " بالهمزة وهو البقية ، فلا تعم ، وذلك هو المشهور . وحكى الأزهري فيه الاتفاق ، وغلطوا الجوهري ، وليس كذلك ، [ ص: 97 ] فقد ذكره السيرافي في " شرح سيبويه " وأبو منصور الجواليقي في " شرح أدب الكاتب " ، وابن بري وغيرهم ، وأوردوا فيه شواهد كثيرة ، فيكون فيها اللغتان . وقد منع ابن ولاد والفارسي من النحاة كونه من السؤر ، لأن البقية تقال لما فضل من الشيء سواء قل أو كثر ، والسؤر لا يقال [ إلا ] للتقليل الفاضل ، وسائر لا يقال إلا للأكثر ، تقول : أخذت من الكتاب ورقة ، وتركت سائره ، ولا تقول : بقيته .

                                                      قال : ولا يوجد شاهد يدل على أن سائر بمعنى الباقي ، قل أو كثر ; بل إنما يستعمل في الأكثر . والظاهر أنها للعموم وإن كانت بمعنى الباقي خلافا للقاضي عبد الوهاب والقرافي ، لأن بها شمول ما دلت عليه ، سواء كان بمعنى الجميع والباقي ، تقول : اللهم اغفر لي ولسائر المسلمين ، تريد تعميمهم .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية