الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
[ ص: 172 ] ذكر وصف بيعة الأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة بمنى
6274 - أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=13291عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق بن إبراهيم أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر عن ابن خثيم عن nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=694779nindex.php?page=treesubj&link=30415_30492_30612_30640_30641_30647_30652_30653_31119_31131_31134_7701مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة سبع سنين ، يتتبع [ ص: 173 ] الناس في منازلهم بعكاظ ومجنة والمواسم بمنى ، يقول : من يؤويني وينصرني حتى أبلغ رسالات ربي ؟ حتى إن الرجل ليخرج من اليمن أو من مصر فيأتيه قومه ، فيقولون : احذر غلام قريش ، لا يفتنك . ويمشي بين رحالهم وهم يشيرون إليه بالأصابع ، حتى بعثنا الله من يثرب ، فآويناه وصدقناه ، فيخرج الرجل منا ويؤمن به ويقرئه القرآن ، وينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه ، حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلا فيها رهط من المسلمين ، يظهرون الإسلام .
ثم إنا اجتمعنا ، فقلنا : حتى متى نترك النبي صلى الله عليه وسلم يطرد في جبال مكة ويخاف ؟ فرحل إليه منا سبعون رجلا ، حتى قدموا عليه في الموسم فواعدناه بيعة العقبة ، فاجتمعنا عندها من رجل ورجلين ، حتى توافينا ، فقلنا : يا رسول الله ، علام نبايعك ؟ قال : تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل ، والنفقة في العسر واليسر ، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأن يقولها لا يبالي في الله لومة لائم ، وعلى أن تنصروني ، وتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ، ولكم الجنة .
فقمنا إليه فبايعناه ، وأخذ بيده nindex.php?page=showalam&ids=103أسعد بن زرارة وهو من أصغرهم ، فقال : رويدا يا أهل يثرب ، فإنا لم نضرب أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن إخراجه اليوم منازعة العرب كافة ، وقتل خياركم ، وأن تعضكم السيوف ، فإما أن تصبروا على ذلك وأجركم على الله ، وإما أنتم تخافون من أنفسكم جبنا ، فبينوا [ ص: 174 ] ذلك فهو أعذر لكم ، فقالوا : أمط عنا ، فوالله لا ندع هذه البيعة أبدا ، فقمنا إليه ، فبايعناه ، فأخذ علينا ، وشرط أن يعطينا على ذلك الجنة .