الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ فقأ ]

                                                          فقأ : فقأ العين والبثرة ونحوهما يفقؤهما فقأ وفقأها تفقئة فانفقأت وتفقأت : كسرها . وقيل قلعها وبخقها ، عن اللحياني . وفي الحديث : لو أن رجلا اطلع في بيت قوم بغير إذنهم ففقئوا عينه لم يكن عليهم شيء أي شقوها . والفقء : الشق والبخص . وفي حديث موسى ، عليه السلام : أنه فقأ عين ملك الموت . ومنه الحديث : كأنما فقئ في وجهه حب الرمان أي بخص . وفي حديث أبي بكر ، رضي الله عنه : تفقأت أي انفلقت وأنشقت . ومن مسائل الكتاب : تفقأت شحما ، بنصبه على التمييز أي تفقأ شحمي ، فنقل الفعل ، فصار في اللفظ لي ، فخرج الفاعل في الأصل مميزا ، ولا يجوز عرقا تصببت ، وذلك أن هذا المميز هو الفاعل في المعنى ، فكما لا يجوز تقديم الفاعل على الفعل كذلك لا يجوز تقديم المميز ، إذ كان هو الفاعل في المعنى ، على الفعل ; هذا قول ابن جني . وقال ويقال للضعيف الوادع : إنه لا يفقئ البيض . الليث : انفقأت العين وانفقأت البثرة ، وبكى حتى كاد ينفقئ بطنه : ينشق . وكانت العرب في الجاهلية إذا بلغ إبل الرجل منهم ألفا فقأ عين بعير منها وسرحه حتى لا ينتفع به . وأنشد :


                                                          غلبتك بالمفقئ والمعنى وبيت المحتبي والخافقات

                                                          قال الأزهري : ليس معنى المفقئ ، في هذا البيت ، ما ذهب إليه الليث ، وإنما أراد به الفرزدق قوله لجرير :


                                                          ولست ولو فقأت عينك واجدا     أبا لك إن عد المساعي كدارم


                                                          وتفقأت البهمى تفقؤا : انشقت لفائفها عن نورها . ويقال : فقأت فقأ إذا تشققت لفائفها عن ثمرتها . وتفقأ الدمل والقرح وتفقأت السحابة عن مائها : تشققت . وتفقأت : تبعجت بمائها . قال ابن أحمر :


                                                          تفقأ فوقه القلع السواري     وجن الخازباز به جنونا


                                                          الخازباز : صوت الذباب ، سمي الذباب به ، وهما صوتان جعلا صوتا واحدا لأن صوته خازباز ، ومن أعربه نزله منزلة الكلمة الواحدة فقال : خازباز . والهاء في قوله تفقأ فوقه ، عائدة على قوله بهجل في البيت الذي قبله :


                                                          بهجل من قسا ذفر الخزامى     تهادى الجربياء به الحنينا


                                                          يعني فوق الهجل . والهجل : هو المطمئن من الأرض . والجربياء : الشمال . ويقال : أصابتنا فقأة أي سحابة لا رعد فيها ولا برق ومطرها متقارب . والفقء : السابياء التي تنفقئ عن رأس الولد . وفي الصحاح : وهو الذي يخرج على رأس الولد ، والجمع فقوء . وحكى كراع في جمعه فاقياء ، قال : وهذا غلط لأن مثل هذا لم يأت في الجمع . قال : وأرى الفاقياء لغة في الفقء كالسابياء ، وأصله فاقئاء ، بالهمز ، فكره اجتماع الهمزتين ليس بينهما إلا ألف ، فقلبت الأولى ياء . ابن الأعرابي : الفقأة : جلدة رقيقة تكون على الأنف فإن لم تكشفها مات الولد . الأصمعي : السابياء : الماء الذي يكون على رأس الولد . ابن الأعرابي : السابياء : السلى الذي يكون فيه الولد . وكثر سابياؤهم العام أي كثر نتاجهم . والسخد : دم وماء في السابياء . والفقء : الماء الذي في المشيمة ، وهو السخد والسخت والنخط . وناقة فقأى ، وهي التي يأخذها داء يقال له الحقوة فلا تبول ولا تبعر وربما شرقت عروقها ولحمها بالدم فانتفخت ، وربما انفقأت كرشها من شدة انتفاخها ، فهي الفقيء حينئذ . وفي الحديث : أن عمر ، رضي الله عنه ، قال في ناقة منكسرة : ما هي بكذا ولا كذا ولا هي بفقيء فتشرق عروقها . الفقيء : الذي يأخذه داء في البطن كما وصفناه ، فإن ذبح وطبخ امتلأت القدر منه دما ، وفعيل يقال للذكر والأنثى . والفقأ : خروج الصدر . والفسأ : دخول الصلب . ابن الأعرابي : أفقأ إذا انخسف صدره من علة . والفقء : نقر في حجر أو غلظ يجتمع فيه الماء . وقيل هو كالحفرة تكون في وسط الأرض . وقيل : الفقء كالحفرة في وسط الحرة . والفقء : الحفرة في الجبل ، شك أبو عبيد في الحفرة أو الجفرة ، قال : وهما سواء . والفقيء كالفقء ; وأنشد ثعلب :


                                                          في صدره مثل الفقيء المطمئن



                                                          ورواه بعضهم مثل الفقيء ، على لفظ التصغير . وجمع الفقيء فقآن . والمفقئة : الأودية التي تشق الأرض شقا ; وأنشد للفرزدق :


                                                          أتعدل دارما ببني كليب     وتعدل بالمفقئة الشعابا


                                                          والفقء : موضع .

                                                          [ ص: 205 ]

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية