الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[ ص: 550 ] 32- باب: ذكر ما ادعي عليه النسخ في سورة الصافات

ذكر الآية الأولى: قوله تعالى: فتول عنهم حتى حين للمفسرين في المراد بالحين ثلاثة أقوال: أحدها: أنه زمان الأمر بقتالهم ، قاله مجاهد .

والثاني: موتهم ، قاله قتادة .

والثالث: القيامة: قاله ابن زيد ، وعلى هذا والذي قبله يتطرق نسخها ، وقال مقاتل بن حيان نسختها آية القتال .

ذكر الآية الثانية: قوله تعالى: وأبصرهم فسوف يبصرون أي: انظر إليهم إذا نزل العذاب بهم ببدر فسوف يبصرون ما أنكروا ، وكانوا يستعجلون به [ ص: 551 ] تكذيبا وهذا كله دليل على إحكامها ، وزعم قوم: أنها منسوخة بآية السيف ، وليس بصحيح .

ذكر الآية الثالثة والرابعة: وهما تكرار الأولتين: وتول عنهم حتى حين وأبصر فسوف يبصرون ، قال المفسرون: هذا تكرار لما تقدم توكيد لوعده بالعذاب ، وقال ابن عقيل : الآيتان المتقدمتان عائدتان إلى أذيتهم له ، وصدهم له عن العمرة ، والحين الأول ، حين الفتح فالمعنى أبصرهم إذا جاء نصر الله ، ووقفوا بين يديك بالذل ، وطلب العفو ، فسوف يبصرون عزك وذلهم على ضد ما كان يوم القضاء .

والموضع الثاني: وتول عنهم حتى حين وهو يوم القيامة والله أعلم ، وأبصر ما يكون من عذاب الله لهم .

[ ص: 552 ] قلت: وعلى ما ذكرنا لا وجه للنسخ ، وقد ادعى بعضهم نسخ الآيتين ، خصوصا إذا قلنا أنها تكرار للأولتين .

التالي السابق


الخدمات العلمية