الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

قال : " التلبيس : تورية بشاهد معار عن موجود قائم ، لما كانت " التورية " إظهار خلاف المراد ، بأن يذكر شيئا يوهم أنه مراده ، وليس هو بمراده ، بل ورى بالمذكور عن المراد : فسر " التلبيس " بها ، وفي الحديث " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد غزوة ورى بغيرها " مثاله : أن يريد غزو خيبر فيقول للناس : كيف طريق نجد ، وما بها من المياه ؟ ونحو ذلك .

فهاهنا شيئان : أمر ستر الموري الملبس ، وأمر ستر ما ورى عنه ، فأشار المصنف إلى الأمرين بقوله " تورية شاهد معار عن موجود قائم " فأما " التورية " فقد عرفتها ، وأما " الشاهد " فهو الذي توري به عن مرادك وتستشهد به ، وأما " المعار " فهو الشاهد الذي استعير لغيره ليشهد له ، فهو شاهد استعير لمشهود قائم ، فالتورية : أن تذكر ما يحتمل معنيين ، ومقصودك خلاف الذي يظهر منهما ، والتلبيس : يشبه التعمية والتخليط ، ومنه قوله ولا تلبسوا الحق بالباطل والله سبحانه وتعالى أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية