الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : فأصبح من الخاسرين .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج أحمد ، والبخاري ، ومسلم ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها، لأنه أول من سن القتل [ ص: 273 ] وأخرج ابن المنذر ، وابن عساكر ، عن البراء بن عازب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما قتلت نفس ظلما إلا كان على ابن آدم قاتل الأول كفل من دمها، لأنه أول من سن القتل) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن عبد الله بن عمرو قال : إن أشقى الناس رجلا لابن آدم الذي قتل أخاه، ما سفك دم في الأرض منذ قتل أخاه إلى يوم القيامة، إلا لحق به منه شيء، وذلك أنه أول من سن القتل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني، وابن عساكر ، عن ابن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أشقى الناس ثلاثة : عاقر ناقة ثمود، وابن آدم الذي قتل أخاه، ما سفك على الأرض من دم إلا لحقه منه، لأنه أول من سن القتل) .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، والبيهقي في (شعب الإيمان)، عن ابن عمرو قال : إنا لنجد ابن آدم القاتل يقاسم أهل النار، قسمة صحيحة، العذاب، عليه شطر عذابهم . [ ص: 274 ] وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب (من عاش بعد الموت)، وابن عساكر من طريق عبد الله بن دينار، عن أبي أيوب اليماني، عن رجل من قومه يقال له : عبد الله، أنه ونفرا من قومه ركبوا البحر، وأن البحر أظلم عليهم أياما، ثم انجلت عنهم تلك الظلمة، وهم قرب قرية، قال عبد الله : فخرجت ألتمس الماء، فإذا أبواب مغلقة تجأجأ فيها الريح، فهتفت فيها فلم يجبني أحد، فبينا أنا على ذلك إذ طلع علي فارسان فسألاني عن أمري، فأخبرتهما الذي أصابنا في البحر، وأني خرجت أطلب الماء، فقالا لي : اسلك في هذه السكة، فإنك ستنتهي إلى بركة فيها ماء فاستق منها، ولا يهولنك ما ترى فيها، فسألتهما عن تلك البيوت المغلقة التي تجأجأ فيها الريح، فقالا : هذه بيوت أرواح الموتى، فخرجت حتى انتهيت إلى البركة، فإذا فيها رجل معلق منكوس على رأسه، يريد أن يتناول الماء بيده، فلا يناله، فلما رآني هتف بي، وقال : يا عبد الله، اسقني، فغرفت بالقدح لأناوله، فقبضت يدي، فقلت : أخبرني، من أنت؟ فقال : أنا ابن آدم، أول من سفك دما في الأرض .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن عساكر، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من هجر أخاه سنة، لقي الله بخطيئة قابيل ابن آدم، لا يفكه شيء دون ولوج النار) .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية