الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      الحادي عشر إلى آخر الخامس عشر : " متى ، وأين ، وحيث ، وكيف ، وإذا الشرطية " .

                                                      أما " متى " فهي عامة في الأزمان المبهمة كلها كما قيده ابن الحاجب وغيره ، ولم يقيده بعضهم بالمبهمة والأول أقوى لأنها لا تستعمل إلا فيما لا يتحقق وقوعه ، فلا يقولون : متى طلعت الشمس فائتني ، بل إذا طلعت الشمس ، فهي عكس إذا .

                                                      وقيل : " متى " تقتضي عموم الأزمنة ، ولا تقتضي تكرار الفعل ، بدليل استعمالها فيما لا تكرار فيه ، كما إذا قيل : متى قتلت زيدا ؟ والسابق إلى الفهم منها تكرار الفعل ، ولا تقتضي تكرارا على التحقيق .

                                                      فإذا قال : متى دخلت الدار فأنت طالق ، فالطلاق لا يتكرر بتكرر الدخول ، وإنما يقع بالدخول الأول ، وهذا بخلاف " كلما " فإنها تقتضي [ ص: 111 ] التكرار لاقتضائها عموم الأفعال فإذا قال : كلما دخلت ، فمعناه كل دخول يقع منك ، لأن " كلا " إنما يضاف للأسماء .

                                                      وينضم إليها " ما " . لتصلح للدخول على الأفعال ، فهي ك " رب " . وأما " أين ، وحيث " فيعمان الأمكنة ، وقد ذكرهما ابن السمعاني وغيره .

                                                      وأما " كيف ، وإذا " فقد ذكرهما القرافي من الصيغ إذا كانت " كيف " استفهامية ، أو اتصلت بها " ما " إذا جوزي بها ، وهما داخلان في إطلاقهم عموم أسماء الشرط والاستفهام وذكر إمام الحرمين في " البرهان " حيثما ، ومتى ما " من صيغ العموم وقال الأستاذ أبو منصور : " متى " أعم من " إذا " .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية