إسلام ويب - شرح النووي على مسلم - كتاب اللباس والزينة - باب كراهة ما زاد على الحاجة من الفراش واللباس- الجزء رقم14
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
2084 حدثني nindex.php?page=showalam&ids=12752أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب حدثني أبو هانئ أنه سمع nindex.php?page=showalam&ids=15303أبا عبد الرحمن يقول عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله nindex.php?page=hadith&LINKID=660894أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له nindex.php?page=treesubj&link=28641_24549_24625فراش للرجل وفراش لامرأته والثالث للضيف والرابع للشيطان
[ ص: 250 ]
[ ص: 250 ] قوله صلى الله عليه وسلم : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3506962فراش للرجل ، وفراش لامرأته ، والثالث للضيف ، والرابع للشيطان ) قال العلماء : معناه أن ما زاد على الحاجة فاتخاذه إنما هو للمباهاة والاختيال والالتهاء بزينة الدنيا ، وما كان بهذه الصفة فهو مذموم ، وكل مذموم يضاف إلى الشيطان ؛ لأنه يرتضيه ، ويوسوس به ، ويحسنه ، ويساعد عليه . وقيل : إنه على ظاهره ، وأنه إذا كان لغير حاجة كان للشيطان عليه مبيت ومقيل ، كما أنه يحصل له المبيت بالبيت الذي لا يذكر الله تعالى صاحبه عند دخوله عشاء .
وأما nindex.php?page=treesubj&link=11370تعديد الفراش للزوج والزوجة فلا بأس به ؛ لأنه قد يحتاج كل واحد منهما إلى فراش عند المرض ونحوه وغير ذلك ، واستدل بعضهم بهذا على أنه لا يلزمه النوم مع امرأته ، وأن له الانفراد عنها بفراش ، والاستدلال به في هذا ضعيف لأن المراد بهذا وقت الحاجة كالمرض وغيره كما ذكرنا ، وإن كان النوم مع الزوجة ليس واجبا لكنه بدليل آخر ، والصواب في nindex.php?page=treesubj&link=11370النوم مع الزوجة أنه إذا لم يكن لواحد منهما عذر في الانفراد فاجتماعهما في فراش واحد أفضل ، وهو ظاهر فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي واظب عليه مع مواظبته صلى الله عليه وسلم على قيام الليل ، فينام معها ، فإذا أراد القيام لوظيفته قام وتركها ، فيجمع بين وظيفته وقضاء حقها المندوب وعشرتها بالمعروف ، لا سيما إن عرف من حالها حرصها على هذا ، ثم إنه لا يلزم من النوم معها الجماع . والله أعلم .