الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
321 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12366إبراهيم بن المنذر قال حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17126معن قال حدثني nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة وعن nindex.php?page=showalam&ids=16693عمرة عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=hadith&LINKID=650316أن أم حبيبة استحيضت سبع سنين فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فأمرها أن تغتسل فقال nindex.php?page=treesubj&link=680_32560هذا عرق فكانت تغتسل لكل صلاة
قوله : ( باب عرق الاستحاضة ) بكسر العين وإسكان الراء ، وقد تقدم بيانه في باب الاستحاضة .
قوله : ( وعن عمرة ) يعني كلاهما عن عائشة ، كذا للأكثر ، وفي رواية أبي الوقت nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر بحذف الواو فصار من رواية عروة عن عمرة ، وكذا ذكر nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي أن أحمد بن الحسن الصوفي حدثهم به عن خلف بن سالم عن معن ، والمحفوظ إثبات الواو وأن الزهري رواه عن شيخين عروة nindex.php?page=showalam&ids=16693وعمرة كلاهما عن عائشة ، وكذا أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي وغيره من طرق عن ابن أبي ذئب ، وكذا أخرجه مسلم من طريق عمرو بن الحارث ، وأبو داود من طريق الأوزاعي كلاهما عن الزهري عنهما ، وأخرجه مسلم أيضا من طريق الليث عن الزهري عن عروة وحده ، ومسلم أيضا من طريق إبراهيم بن سعد ، وأبو داود من طريق يونس كلاهما عن الزهري عن عمرة وحدها ، قال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : هو صحيح من رواية الزهري عن عروة nindex.php?page=showalam&ids=16693وعمرة جميعا .
قوله : ( أن أم حبيبة ) هي بنت جحش أخت nindex.php?page=showalam&ids=15953زينب أم المؤمنين ، وهي مشهورة بكنيتها ، وقد قيل اسمها حبيبة وكنيتها أم حبيب بغير هاء قاله الواقدي وتبعه الحربي ورجحه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ، والمشهور في الروايات الصحيحة أم حبيبة بإثبات الهاء ، وكانت زوج عبد الرحمن بن عوف كما ثبت عند مسلم من رواية عمرو بن الحارث . ووقع في الموطأ " عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة عن أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=170زينب بنت أبي سلمة أن زينب بنت جحش التي كانت تحت عبد الرحمن بن عوف كانت تستحاض " الحديث ، فقيل هو وهم ، وقيل بل صواب وأن اسمها زينب وكنيتها أم حبيبة ، وأما كون اسم أختها nindex.php?page=showalam&ids=15953أم المؤمنين زينب فإنه لم يكن اسمها الأصلي ، وإنما كان اسمها برة فغيره النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وفي أسباب النزول للواحدي أن تغيير اسمها كان بعد أن تزوجها النبي - صلى الله عليه وسلم - فلعله - صلى الله عليه وسلم - سماها باسم أختها لكون أختها غلبت عليها الكنية فأمن اللبس ، ولهما أخت أخرى اسمها حمنة بفتح المهملة وسكون الميم بعدها نون وهي إحدى المستحاضات كما تقدم ، وتعسف بعض المالكية [ ص: 509 ] فزعم أن اسم كل من بنات جحش زينب قال : فأما أم المؤمنين ، فاشتهرت باسمها ، وأما أم حبيبة فاشتهرت بكنيتها ، وأما حمنة فاشتهرت بلقبها ، ولم يأت بدليل على دعواه بأن حمنة لقب . ولم ينفرد الموطأ بتسمية أم حبيبة زينب ، فقد روى أبو داود الطيالسي في مسنده عن ابن أبي ذئب حديث الباب فقال " إن زينب بنت جحش " وقد تقدم توجيهه .
قوله : ( استحيضت سبع سنين ) قيل فيه حجة لابن القاسم في إسقاطه عن المستحاضة قضاء الصلاة إذا تركتها ظانة أن ذلك حيض ; لأنه - صلى الله عليه وسلم - لم يأمرها بالإعادة مع طول المدة ، ويحتمل أن يكون المراد بقولها " سبع سنين " بيان مدة استحاضتها مع قطع النظر هل كانت المدة كلها قبل السؤال أو لا فلا يكون فيه حجة لما ذكر .
قوله : ( فأمرها أن تغتسل ) زاد nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي " وتصلي " ولمسلم نحوه ، وهذا الأمر بالاغتسال مطلق فلا يدل على التكرار ، فلعلها فهمت طلب ذلك منها بقرينة فلهذا كانت تغتسل لكل صلاة ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : إنما أمرها - صلى الله عليه وسلم - أن تغتسل وتصلي ، وإنما كانت تغتسل لكل صلاة تطوعا ، وكذا قال الليث بن سعد في روايته عند مسلم : لم يذكر ابن شهاب أنه - صلى الله عليه وسلم - أمرها أن تغتسل لكل صلاة ، ولكنه شيء فعلته هي . وإلى هذا ذهب الجمهور قالوا : لا يجب nindex.php?page=treesubj&link=680_667على المستحاضة الغسل لكل صلاة ، إلا المتحيرة ، لكن يجب عليها الوضوء . ويؤيده ما رواه أبو داود من طريق عكرمة " nindex.php?page=hadith&LINKID=883834أن أم حبيبة استحيضت فأمرها - صلى الله عليه وسلم - أن تنتظر أيام أقرائها ثم تغتسل وتصلي ، فإذا رأت شيئا من ذلك توضأت وصلت " . واستدل المهلبي بقوله لها هذا عرق على أنه لم يوجب عليها الغسل لكل صلاة ; لأن دم العرق لا يوجب غسلا .
وأما ما وقع عند أبي داود من رواية سليمان بن كثير nindex.php?page=showalam&ids=12563وابن إسحاق عن الزهري في هذا الحديث " فأمرها بالغسل لكل صلاة " فقد طعن الحفاظ في هذه الزيادة ; لأن الأثبات من أصحاب الزهري لم يذكروها ، وقد صرح الليث كما تقدم عند مسلم بأن الزهري لم يذكرها ، لكن روى أبو داود من طريق nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن nindex.php?page=showalam&ids=170زينب بنت أبي سلمة في هذه القصة " nindex.php?page=hadith&LINKID=883835فأمرها أن تغتسل عند كل صلاة " فيحمل الأمر على الندب جمعا بين الروايتين ، هذه ورواية عكرمة ، وقد حمله nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي على أنها كانت متحيرة ، وفيه نظر لما تقدم من رواية عكرمة أنه أمرها أن تنتظر أيام أقرائها ، ولمسلم من طريق عراك بن مالك عن عروة في هذه القصة " nindex.php?page=hadith&LINKID=883836فقال لها امكثي قدر ما كانت تحبسك حيضتك " ولأبي داود وغيره من طريق الأوزاعي وابن عيينة عن الزهري في حديث الباب نحوه ، لكن استنكر أبو داود هذه الزيادة في حديث الزهري ، وأجاب بعض من زعم أنها كانت غير مميزة بأن قوله " فأمرها أن تغتسل لكل صلاة " أي من الدم الذي أصابها ; لأنه من nindex.php?page=treesubj&link=1335إزالة النجاسة وهي شرط في صحة الصلاة ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي : حديث أم حبيبة منسوخ بحديث فاطمة بنت أبي حبيش ، أي لأن فيه nindex.php?page=treesubj&link=681_667الأمر بالوضوء لكل صلاة لا الغسل ، والجمع بين الحديثين بحمل الأمر في حديث أم حبيبة على الندب أولى والله أعلم .