الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين )

                                                                                                                                                                                                                                            قوله تعالى ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين )

                                                                                                                                                                                                                                            [ ص: 136 ] اعلم أن القفال - رحمه الله - قال : هذا متعلق بقوله : ( واستعينوا بالصبر والصلاة ) أي : استعينوا بالصبر والصلاة فإنا نبلوكم بالخوف وبكذا وفيه مسائل :

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الأولى : فإن قيل إنه تعالى قال : ( واشكروا لي ولا تكفرون ) والشكر يوجب المزيد على ما قال : ( لئن شكرتم لأزيدنكم ) [ إبراهيم : 7 ] فكيف أردفه بقوله : ( ولنبلونكم بشيء من الخوف ) والجواب من وجهين :

                                                                                                                                                                                                                                            الأول : أنه تعالى أخبر أن إكمال الشرائع إتمام النعمة ، فكان ذلك موجبا للشكر ، ثم أخبر أن القيام بتلك الشرائع لا يمكن إلا بتحمل المحن ، فلا جرم أمر فيها بالصبر .

                                                                                                                                                                                                                                            الثاني : أنه تعالى أنعم أولا فأمر بالشكر ، ثم ابتلى وأمر بالصبر ، لينال الرجل درجة الشاكرين والصابرين معا ، فيكمل إيمانه على ما قال - عليه الصلاة والسلام - : " الإيمان نصفان : نصف صبر ونصف شكر " .

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الثانية : روي عن عطاء ، والربيع بن أنس أن المراد بهذه المخاطبة أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد الهجرة .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية