الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      عمرة الجعرانة

                                                                                      قال همام ، عن قتادة ، عن أنس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمر كلهن في ذي القعدة ، إلا التي في حجته : عمرة زمنالحديبية - أو من الحديبية - في ذي القعدة ، وعمرة ; أظنه قال : العام المقبل ، وعمرة من الجعرانة ; حيث قسم غنائم حنين في ذي القعدة ، وعمرة مع حجته . متفق عليه .

                                                                                      وقال موسى بن عقبة ، وهو في " مغازي عروة " : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل بالعمرة من الجعرانة في ذي القعدة ، فقدم مكة فقضى عمرته . وكان حين خرج إلى حنين استخلف معاذا على مكة ، أمره أن يعلمهم القرآن ويفقههم في الدين . ثم صدر إلى المدينة وخلف معاذا على أهل مكة .

                                                                                      وقال ابن إسحاق : ثم سار رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجعرانة معتمرا ، وأمر ببقايا الفيء فحبس بمجنة ، فلما فرغ من عمرته انصرف إلى المدينة واستخلف عتاب بن أسيد على مكة ، وخلف معه معاذا يفقه الناس .

                                                                                      قلت : ولم يزل عتاب على مكة إلى أن مات بها يوم وفاة أبي بكر . وهو عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية الأموي . فبلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : يا عتاب ، تدري على من استعملتك ؟ استعملتك على أهل الله ، [ ص: 224 ] ولو أعلم لهم خيرا منك استعملته عليهم . وكان عمره إذ ذاك نيفا وعشرين سنة ، وكان رجلا صالحا . روي عنه أنه قال : أصبت في عملي هذا بردين معقدين كسوتهما غلامي ، فلا يقولن أحدكم أخذ مني عتاب كذا ، فقد رزقني رسول الله صلى الله عليه وسلم كل يوم درهمين ، فلا أشبع الله بطنا لا يشبعه كل يوم درهمان .

                                                                                      وحج الناس تلك السنة على ما كانت العرب تحج عليه . والله أعلم .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية