الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ فهد ]

                                                          فهد : الفهد : معروف سبع يصاد به . وفي المثل : أنوم من فهد ، والجمع أفهد وفهود والأنثى فهدة ، والفهاد صاحبها . قال الأزهري : ويقال للذي يعلم الفهد الصيد : فهاد . ورجل فهد : يشبه بالفهد في ثقل نومه . وفهد الرجل فهدا : نام ، وأشبه الفهد في كثرة نومه وتمدده وتغافل عما يجب عليه تعهده . وفي حديث أم زرع : وصفت امرأة زوجها فقالت : إن دخل فهد ، وإن خرج أسد ، ولا يسأل عما عهد ; قال الأزهري : وصفت زوجها باللين والسكون إذا كان معها في البيت ; ويوصف الفهد بكثرة النوم فيقال : أنوم من فهد ، شبهته به إذا خلا بها ، وبالأسد إذا رأى عدوه . قال ابن الأثير : أي نام وغفل عن معايب البيت التي يلزمني إصلاحها ، فهي تصفه بالكرم وحسن الخلق فكأنه نائم عن ذلك أو ساه ، وإنما هو متناوم ومتغافل . الأزهري : وفي النوادر : يقال فهد فلان لفلان وفأد ومهد إذا عمل في أمره بالغيب جميلا . والفهد : مسمار يسمر به في واسط الرحل وهو الذي يسمى الكلب ; قال الشاعر يصف صريف نابي الفحل بصرير هذا المسمار :


                                                          مضبر كأنما زئيره صرير فهد واسط صريره

                                                          وقال خالد : واسط الفهد مسمار يجعل في واسط الرحل . وفهدتا الفرس : اللحم الناتئ في صدره عن يمينه وشماله ; قال أبو دواد :


                                                          كأن الغصون من الفهدتين     إلى طرف الزور حبك العقد



                                                          أبو عبيدة : فهدتا صدر الفرس لحمتان تكتنفانه . الجوهري : الفهدتان لحمتان في زور الفرس ناتئتان مثل الفهرين . وفهدتا البعير : عظمان ناتئان خلف الأذنين وهما الخششاوان . والفهدة : الاست . وغلام فوهد : تام تار ناعم كثوهد ، وجارية فوهدة وثوهدة ; قال الراجز :


                                                          تحب منا مطرهفا فوهدا     عجزة شيخين غلاما أمردا


                                                          [ ص: 234 ] وزعم يعقوب أن فاء فوهد بدل من ثاء ثوهد ، أو بعكس ذلك . والفوهد : الغلام السمين الذي راهق الحلم . وغلام ثوهد وفوهد : تام الخلق ; قال أبو عمرو : وهو الناعم الممتلئ . أبو عمرو : الفلهد والفوهد الغلام السمين الذي قد راهق الحلم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية