الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                ( فصل ) :

                                                                                                                                وأما سنة الدفن فالسنة عندنا أن يدخل الميت من قبل القبلة ، وهو أن توضع الجنازة في جانب القبلة من القبر ، ويحمل منه الميت فيوضع في اللحد وقال الشافعي : .

                                                                                                                                السنة أن يسل إلى قبره وصورة السل أن توضع الجنازة على يمين القبلة وتجعل رجلا الميت إلى القبر طولا ، ثم تؤخذ رجله ، وتدخل رجلاه في القبر ويذهب [ ص: 319 ] به إلى أن تصير رجلاه إلى موضعهما ، ويدخل رأسه القبر احتج بما روي عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أدخل في القبر سلا وقال الشافعي في كتابه : وهذا أمر مشهور يستغنى فيه عن رواية الحديث ، فإنه نقلته العامة عن العامة بلا خلاف بينهم ولنا ما روي { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ أبا دجانة من قبل القبلة } وروي عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أدخل في القبر من قبل القبلة فصار هذا معارضا لما رواه الشافعي ، على أنا نقول : إنه صلى الله عليه وسلم إنما أدخل إلى القبر سلا لأجل الضرورة ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم مات في حجرة عائشة من قبل الحائط وكانت السنة في دفن الأنبياء عليهم السلام في الموضع الذي قبضوا فيه فكان قبره لزيق الحائط ، واللحد تحت الحائط فتعذر إدخاله من قبل القبلة فسل إلى قبره سلا لهذه الضرورة .

                                                                                                                                وعن ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهما أنهما قالا : يدخل الميت قبره من قبل القبلة ; ولأن جانب القبلة معظم فكان إدخاله من هذا الجانب أولى ، وقول الشافعي : هذا أمر مشهور ، قلنا : روي عن أبي حنيفة عن حماد عن إبراهيم النخعي أنه قال : حدثني من رأى أهل المدينة في الزمن الأول أنهم كانوا يدخلون الميت من قبل القبلة ، ثم أحدثوا السل لضعف أراضيهم بالبقيع فإنها كانت أرضا سبخة والله أعلم .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية