الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                الفصل الرابع : فيما يتوهم أنه ناسخ .

                                                                                                                زيادة صلاة على الصلوات ، أو عبادة على العبادات ليست نسخا وفاقا ، وإنما جعل أهل العراق الوتر ناسخا لما فيه من رفع قوله تعالى : ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ) . فإن المحافظة على الوسطى تذهب لصيرورتها غير وسطى .

                                                                                                                والزيادة على العبادة الواحدة ليست نسخا عند مالك رحمه الله ، وعند أكثر أصحابه والشافعي خلافا للحنفية ، وقيل إن نفت الزيادة ما دل عليه المفهوم الذي هو دليل الخطاب ، أو الشرط كانت نسخا ، وإلا فلا ، وقيل : إن لم يجز الأصل بعدها ، فهي نسخ ، وإلا فلا .

                                                                                                                فعلى مذهبنا زيادة التغريب على الجلد ليست نسخا ، وكذلك تقييد الرقبة [ ص: 113 ] بالإيمان ، وإباحة قطع السارق في الثانية ، والتخيير بين الواجب وغيره لأن المنع من إقامة الغير مقامه عقلي لا شرعي ، وكذلك لو وجب الصوم إلى الشفق .

                                                                                                                ونقصان العبادة نسخ لما سقط دون الباقي إن لم يتوقف ، وإن توقف قال القاضي عبد الجبار هو نسخ في الجزء دون الشرط ، واختار فخر الدين والكرخي عدم النسخ .

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                الخدمات العلمية