الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ فور ]

                                                          فور : فار الشيء فورا وفئورا وفوارا وفورانا : جاش . وأفرته وفرته المتعديان ; عن ابن الأعرابي ; وأنشد :

                                                          فلا تسأليني واسألي عن خليقتي إذا رد عافي القدر من يستعيرها وكانوا قعودا حولها يرقبونها وكانت فتاة الحي ممن يفيرها

                                                          يفيرها : يوقد تحتها ، ويروى يفورها على فرتها ، ورواه غيره يغيرها أي يشد وقودها . وفارت القدر تفور فورا وفورانا إذا غلت وجاشت . وفار العرق فورانا : هاج ونبع . وضرب فوار : رغيب واسع ; عن ابن الأعرابي ; وأنشد :

                                                          بضرب يخفت فواره وطعن ترى الدم منه رشيشا إذا قتلوا منكم فارسا ضمنا له خلفه أن يعيشا

                                                          يخفت فواره أي أنها واسعة فدمها يسيل ولا صوت له . وقوله : ضمنا له خلفه أن يعيشا ; يعني أنه يدرك بثأره فكأنه لم يقتل . ويقال : فار الماء من العين يفور إذا جاش . وفي الحديث : فجعل الماء يفور من بين أصابعه أي يغلي ويظهر متدفقا . وفار المسك يفور فوارا وفورانا : انتشر . وفارة المسك : رائحته ، وقيل : فارته وعاؤه ، وأما فأرة المسك ، بالهمز ، فقد تقدم ذكرها . وفارة الإبل : فوح جلودها إذا نديت بعد الورد ; قال :

                                                          لها فارة ذفراء كل عشية كما فتق الكافور بالمسك فاتقه

                                                          وجاءوا من فورهم أي من وجههم . والفائر : المنتشر الغضب من الدواب وغيرها . ويقال للرجل إذا غضب : فار فائره وثار ثائره أي انتشر غضبه . وأتيته في فورة النهار أي في أوله . وفور الحر : شدته . وفي الحديث : كلا ، بل هي حمى تثور أو تفور أي يظهر حرها . وفي الحديث : إن شدة الحر من فور جهنم أي وهجها وغليانها . وفورة العشاء : بعده . وفي حديث ابن عمر ، رضي الله عنهما : ما لم يسقط فور الشفق ، وهو بقية حمرة الشمس في الأفق الغربي ، سمي فورا لسطوعه وحمرته ، ويروى بالثاء وقد تقدم . وفي حديث معصار : خرج هو وفلان فضربوا الخيام وقالوا أخرجنا من فورة الناس أي من مجتمعهم وحيث يفورون في أسواقهم . وفي حديث محلم : نعطيكم خمسين من الإبل في فورنا هذا ; فور كل شيء : أوله . وقولهم : ذهبت في حاجة ثم أتيت فلانا من فوري أي قبل أن أسكن . وقوله عز وجل : ويأتوكم من فورهم هذا قال الزجاج : أي من وجههم هذا . والفيرة : الحلبة تخلط للنفساء ; وقد فور لها ، وقد تقدم ذلك في الهمز . والفار : عضل الإنسان ; ومن كلامهم : برز نارك وإن هزلت فارك أي أطعم الطعام وإن أضررت ببدنك ، وحكاه كراع بالهمز . والفوارتان : سكتان بين الوركين والقحقح إلى عرض الورك لا تحولان دون الجوف ، وهما اللتان تفوران فتتحركان إذا مشى ، وقيل : [ ص: 238 ] الفوارة خرق في الورك إلى الجوف لا يحجبه عظم . الجوهري : فوارة الورك ، بالفتح والتشديد : ثقبها ، وفوارة القدر ، بالضم والتخفيف : ما يفور من حرها . الليث : للكرش فوارتان وفي باطنهما غوتان من كل ذي لحم ، ويزعمون أن ماء الرجل يقع في الكلية ثم في الفوارة ثم في الخصية ، وتلك الغدة لا تؤكل ، وهي لحمة في جوف لحم أحمر ; التهذيب : وقول عوف بن الخرع يصف قوسا :


                                                          لها رسغ أيد مكرب فلا العظم واه ولا العرق فارا

                                                          المكرب : الممتلئ فأراد أنه ممتلئ العصب . وقوله : ولا العرق فارا ; قال ابن السكيت : يكره من الفرس فور العرق ، وهو أن يظهر به نفخ أو عقد . يقال : قد فارت عروقه تفور فورا . ابن الأعرابي : يقال للموجة والبركة فوارة ، وكل ما كان غير الماء قيل له فوارة ، وقال في موضع آخر : يقال دوارة وفوارة لكل ما لم يتحرك ولم يدر ، فإذا تحرك ودار فهي دوارة وفوارة . وفوارة الماء : منبعه . والفور ، بالضم : الظباء ، لا واحد لها من لفظها ; هذا قول يعقوب ، وقال كراع : واحدها فائر . ابن الأعرابي : لا أفعل ذلك ما لألأت الفور أي بصبصت بأذنابها أي لا أفعله أبدا . والفور : الظباء ، لا يفرد لها واحد من لفظها . ويقال : فعلت أمر كذا وكذا من فوري أي من ساعتي ، والفور : الوقت . والفورة : الكوفة ، عن كراع . وفورة الجبل : سراته ومتنه ; قال الراعي :


                                                          فأطلعت فورة الآجام جافلة     لم تدر أنى أتاها أول الذعر


                                                          والفيار : أحد جانبي حائط لسان الميزان ، ولسان الميزان الحديدة التي يكتنفها الفياران ، يقال لأحدهما فيار ، والحديدة المعترضة التي فيها اللسان المنجم ، قال : والكظامة الحلقة التي تجتمع فيها الخيوط في طرفي الحديدة . ابن سيده : والفياران حديدتان تكتنفان لسان الميزان ، وقد فرته ; عن ثعلب ، قال : ولو لم نجد الفعل لقضينا عليه بالواو ولعدمنا " ف ي ر " متناسقة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية