الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم

                                                                                                                                                                                                تأذن ربك : عزم ربك ، وهو تفعل من الإيذان ، وهو الإعلام ; لأن العازم على الأمر يحدت نفسه به ، ويؤذنها بفعله ، وأجري مجرى فعل القسم ; كعلم الله ، وشهد الله ; ولذلك أجيب بما يجاب به القسم ، وهو قوله : "ليبعثن" ، والمعنى : وإذ حتم ربك وكتب على نفسه ، ليبعثن على اليهود إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب : فكانوا يؤدون الجزية إلى المجوس ، إلى أن بعث الله محمدا - صلى الله عليه وسلم - فضربها عليهم ، فلا تزال مضروبة عليهم إلى آخر الدهر ، ومعنى : "ليبعثن عليهم" ليسلطن عليهم ; كقوله : بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد [الإسراء : 5] .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية