الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
[ ص: 7 ] ( باب من الإقرار بألفاظ مختلفة ) ( قال : رحمه الله رجل قال : لفلان علي عشرة دراهم فعليه عشرة دراهم عندنا ، وقال زفر رحمه الله عشرون ، وقال الحسن بن درج : عليه مائة درهم ، وجه قول الحسن رحمه الله أن العشرة في العشرة عند أهل الحساب تكون مائة فإقراره بهذا اللفظ محمول على ما هو معلوم عند أهل الحساب ) . ولنا أن نقول : إن حساب الضرب في الممسوحات لا في الموزونات مع أن عمل الضرب في تكثير الآخر لا في زيادة المال ، وعشرة دراهم وزنا وإن تكثرت أجزاؤها لا تصير أكثر من عشرة وزفر رحمه الله يقول حرف " في " بمعنى حرف " نون " ، وقال الله تعالى { فادخلي في عبادي } أي مع عبادي فيحمل على هذا تصحيحا لكلامه وكنا نقول حرف " في " للظرف ، والدراهم لا تكون ظرفا للدراهم وجعله بمعنى " مع " مجاز ، والمجاز قد يكون بمعنى حرف " مع " ، وقد يكون بمعنى حرف " على " قال الله تعالى { ولأصلبنكم في جذوع النخل } أي على جذوع النخل فليس أحدهما بأولى من الآخر بقي المعتبر حقيقة كلامه فيلزم عشرة بأول كلامه ، وما ذكره في آخره لغو . وكذلك لو قال : وعشرة دنانير إلا أن يقول : عنيت هذه وهذه فحينئذ يعمل بيانه بين أنه استعمل في بمعنى مع أو بمعنى واو العطف ، وفيه تسديد عليه فيصح بيانه .

التالي السابق


الخدمات العلمية