الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ومن سورة القيامة

                                                                                                          3329 حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان بن عيينة عن موسى بن أبي عائشة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أنزل عليه القرآن يحرك به لسانه يريد أن يحفظه فأنزل الله لا تحرك به لسانك لتعجل به قال فكان يحرك به شفتيه وحرك سفيان شفتيه قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح قال علي بن المديني قال يحيى بن سعيد القطان كان سفيان الثوري يحسن الثناء على موسى بن أبي عائشة خيرا

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          ( ومن سورة القيامة ) مكية وهي أربعون آية .

                                                                                                          قوله : ( أخبرنا سفيان ) هو ابن عيينة ( عن موسى بن أبي عائشة ) الهمداني مولاهم أبي الحسن الكوفي ، ثقة عابد من الخامسة . قوله : ( يحرك به لسانه ) وفي رواية للبخاري : وكان بما يحرك به لسانه وشفتيه ( يريد ) أي النبي صلى الله عليه وسلم بهذا التحريك ( أن يحفظه ) أي القرآن لا تحرك به لسانك لتعجل به أي لا تحرك بالقرآن لسانك عند إلقاء الوحي لتأخذه على عجل مخافة أن يتفلت منك ، ومثل هذا قوله تعالى : ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه الآية . وبعده إن علينا جمعه [ ص: 175 ] أي في صدرك حتى لا يذهب عليك منه شيء وقرآنه أي إثبات قراءته في لسانك وهو تعليل للنهي قال الفراء : القراءة والقرآن مصدران فإذا قرأناه أي أتممنا قراءته عليك بلسان جبرائيل عليه السلام وبيناه فاتبع قرآنه فاستمع قراءته وكررها حتى يرسخ في ذهنك ، والمعنى لا تكن قراءتك مقارنة لقراءة جبرائيل عليك بل اسكت حتى يتم جبرائيل ما يوحي إليك فإذا فرغ جبريل من القراءة فخذ أنت فيها ، وجعل قراءة جبريل قراءته لأنه بأمره نزل الوحي ثم إن علينا بيانه أي تفسير ما فيه من الحلال والحرام وبيان ما أشكل من معانيه ( قال فكان يحرك به شفتيه وحرك سفيان شفتيه ) وفي رواية للبخاري : فقال ابن عباس رضي الله عنهما فأنا أحركهما لك كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركهما وقال سعيد : أنا أحركهما كما رأيت ابن عباس رضي الله عنهما يحركهما فحرك شفتيه قال العيني : ومثل هذا الحديث يسمى بالمسلسل بتحريك الشفة لكن لم يتصل بسلسلة وقل في المسلسل الصحيح . قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أحمد والشيخان .




                                                                                                          الخدمات العلمية