الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7331 ) فصل : وإن كان فيهم صبي ، أو مجنون ، أو ذو رحم من المقطوع عليه لم يسقط الحد عن غيره ، في قول أكثر أهل العلم . وقال أبو حنيفة : يسقط الحد عن جميعهم ، ويصير القتل للأولياء ، إن شاءوا قتلوا ، وإن شاءوا عفوا ; لأن حكم الجميع واحد ، فالشبهة في فعل واحد شبهة في حق الجميع . ولنا أنها شبهة اختص بها واحد ، فلم يسقط الحد عن الباقين ، كما لو اشتركوا في وطء امرأة . وما ذكروه لا أصل له . فعلى هذا ، لا حد على الصبي والمجنون وإن باشرا القتل وأخذا المال ; لأنهما ليسا من أهل الحدود ، وعليهما ضمان ما أخذا من المال في أموالهما ، ودية قتيلهما على عاقلتهما ، ولا شيء على الردء لهما ; لأنه إذا لم يثبت ذلك للمباشر ، لم يثبت لمن هو تبع له بطريق الأولى . وإن كان المباشر غيرهما ، لم يلزمهما شيء ; لأنهما لم يثبت في حقهما حكم المحاربة ، وثبوت الحكم في حق الردء ثبت بالمحاربة .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية