الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل: قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا في صلاتك ثلاثة أوجه: أحدها: قراءتك ، قاله الأعمش .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: صلاتك التي تصليها لله تعبدا.

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: دينك الذي تدين به وأمرت باتباعه لأن أصل الصلاة الاتباع ، ومنه أخذ المصلي في الخيل. تأمرك فيه وجهان: أحدهما: تدعوك إلى أمرنا.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: فيها أن تأمرنا أن نترك ما يعبد آباؤنا يعني من الأوثان والأصنام. أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء فيه ثلاثة تأويلات: أحدها: ما كانوا عليه من البخس والتطفيف.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: الزكاة ، كان يأمرهم بها فيمتنعون منها ، قاله زيد بن أسلم وسفيان الثوري .

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: قطع الدراهم والدنانير لأنه كان ينهاهم عنه ، قال زيد بن أسلم. إنك لأنت الحليم الرشيد فيه ثلاثة أوجه: أحدها: أنهم قالوا ذلك استهزاء به ، قاله قتادة . [ ص: 497 ] الثاني: معناه أنك لست بحليم ولا رشيد على وجه النفي ، قاله ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: أنهم اعترفوا له بالحلم والرشد على وجه الحقيقة وقالوا: أنت حليم رشيد فلم تنهانا أن نفعل في أموالنا ما نشاء؟ والحلم والرشد لا يقتضي منع المالك من فعل ما يشاء في ماله ، قاله ابن بحر .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية