الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          ذكر عرض الله جل وعلا على المصطفى صلى الله عليه وسلم ما وعد أمته في الآخرة

                                                                                                                          6432 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة هو ابن يحيى حدثنا ابن وهب ، أخبرني عمرو بن الحارث - وذكر ابن سلم آخر معه - عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن شماسة ، أنه سمع عقبة بن عامر ، يقول : صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ، فأطال القيام ، وكان إذا صلى لنا خفف ، ثم لا نسمع منه شيئا غير أنه يقول : رب ، وأنا فيهم . ثم رأيته أهوى بيده ليتناول شيئا ، ثم ركع ، ثم أسرع بعد ذلك ، فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس وجلسنا حوله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قد علمت أنه راعكم طول صلاتي وقيامي . قلنا : أجل ، يا رسول الله ، وسمعناك تقول : رب ، وأنا فيهم ، فقال [ ص: 344 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده ما من شيء وعدتموه في الآخرة إلا قد عرض علي في مقامي هذا حتى لقد عرضت علي النار ، فأقبل إلي منها شيء حتى دنا بمكاني هذا ، فخشيت أن تغشاكم ، فقلت : رب وأنا فيهم ، فصرفها عنكم ، فأدبرت قطعا كأنها الزرابي ، فنظرت إليها نظرة ، فرأيت عمرو بن حرثان أخا بني غفار متكئا في جهنم على قوسه ، وإذا فيها الحميرية صاحبة القطة التي ربطتها ، فلا هي أطعمتها ولا هي أرسلتها .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية