الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ قبب ]

                                                          قبب : قب القوم يقبون قبا : صخبوا في خصومة أو تمار ، وقب الأسد ، والفحل يقب قبا وقبيبا إذا سمعت قعقعة أنيابه ، وقب ناب الفحل والأسد قبا وقبيبا كذلك يضيفونه إلى الناب ، قال أبو ذؤيب :


                                                          كأن محربا من أسد ترج ينازلهم لنابيه قبيب



                                                          وقال في الفحل :


                                                          أرى ذو كدنة لنابيه قبيب



                                                          وقال بعضهم : القبيب الصوت ، فعم به . وما سمعنا العام قابة ، أي : صوت رعد يذهب به إلى القبيب ، ذكره ابن سيده ولم يعزه إلى أحد ، وعزاه الجوهري إلى الأصمعي . وقال ابن السكيت : لم يرو أحد هذا الحرف غير الأصمعي ، قال : والناس على خلافه . وما أصابتهم قابة ، أي : قطرة . قال ابن السكيت : ما أصابتنا العام قطرة ، وما أصابتنا العام قابة : بمعنى واحد . الأصمعي : قب ظهره يقب قبوبا إذا ضرب بالسوط وغيره فجف ، فذلك القبوب . قال أبو نصر : سمعت الأصمعي يقول : ذكر عن عمر أنه ضرب رجلا حدا ، فقال : إذا قب ظهره فردوه إلي ، أي : إذا اندملت آثار ضربه وجفت ، من قب اللحم والتمر إذا يبس ونشف . وقبه يقبه قبا ، واقتبه : قطعه وهو افتعل ، وأنشد ابن الأعرابي :


                                                          يقتب رأس العظم دون المفصل     وإن يرد ذلك لا يخصل



                                                          أي : لا يجعله قطعا ، وخص بعضهم به قطع اليد . يقال : اقتب فلان يد فلان اقتبابا إذا قطعها ، وهو افتعال ، وقيل : الاقتباب كل قطع لا يدع شيئا . قال ابن الأعرابي : كان العقيلي لا يتكلم بشيء إلا كتبته عنه ، فقال : ما ترك عندي قابة إلا اقتبها ، ولا نقارة إلا انتقرها ، يعني : ما ترك عندي كلمة مستحسنة مصطفاة إلا اقتطعها ، ولا لفظة منتخبة [ ص: 6 ] منتقاة إلا أخذها لذاته . والقب : ما يدخل في جيب القميص من الرقاع . والقب : الثقب الذي يجري فيه المحور من المحالة ، وقيل : القب الخرق الذي في وسط البكرة ، وقيل : هو الخشبة التي فوق أسنان المحالة ، وقيل : هو الخشبة المثقوبة التي تدور في المحور ، وقيل : القب الخشبة التي في وسط البكرة وفوقها أسنان من خشب ، والجمع من كل ذلك أقب لا يجاوز به ذلك . الأصمعي : القب هو الخرق في وسط البكرة وله أسنان من خشب . قال : وتسمى الخشبة التي فوقها أسنان المحالة القب ، وهي البكرة . وفي حديث علي رضي الله عنه : كانت درعه صدرا لا قب لها ، أي : لا ظهر لها ، سمي قبا ; لأن قوامها به من قب البكرة ، وهي الخشبة التي في وسطها وعليها مدارها . والقب : رئيس القوم وسيدهم ، وقيل : هو الملك ، وقيل : الخليفة ، وقيل : هو الرأس الأكبر . ويقال لشيخ القوم : هو قب القوم ، ويقال : عليك بالقب الأكبر ، أي : بالرأس الأكبر ، قال شمر : الرأس الأكبر يراد به الرئيس . يقال : فلان قب بني فلان ، أي : رئيسهم . والقب : ما بين الوركين . وقب الدبر : مفرج ما بين الأليتين . والقب بالكسر : العظم الناتئ من الظهر بين الأليتين ، يقال : ألزق قبك بالأرض . وفي نسخة من التهذيب بخط الأزهري : قبك بفتح القاف . والقب : ضرب من اللجم ، أصعبها وأعظمها . والأقب : الضامر ، وجمعه قب ، وفي الحديث : خير الناس القبيون . وسئل أحمد بن يحيى عن القبيين ، فقال : إن صح فهم الذين يسردون الصوم حتى تضمر بطونهم . ابن الأعرابي : قب إذا ضمر للسباق ، وقب إذا خف . والقب ، والقبب : دقة الخصر وضمور البطن ولحوقه . قب يقب قببا ، وهو أقب ، والأنثى قباء بينة القبب ، قال الشاعر يصف فرسا :


                                                          اليد سابحة والرجل طامحة     والعين قادحة والبطن مقبوب



                                                          أي : قب بطنه ، والفعل : قبه يقبه قبا وهو شدة الدمج للاستدارة ، والنعت : أقب وقباء . وفي حديث علي رضي الله عنه في صفة امرأة : إنها جداء قباء ، القباء : الخميصة البطن . والأقب : الضامر البطن . وفي الحديث : خير الناس القبيون ، سئل عنه ثعلب ، فقال : إن صح فهم القوم الذين يسردون الصوم حتى تضمر بطونهم . وحكى ابن الأعرابي : قببت المرأة بإظهار التضعيف ولها أخوات ، حكاها يعقوب عن الفراء ، كمششت الدابة ولححت عينه . وقال بعضهم : قب بطن الفرس فهو أقب إذا لحقت خاصرتاه بحالبيه . والخيل القب : الضوامر . والقبقبة : صوت جوف الفرس وهو القبيب . وسرة مقبوبة ومقببة : ضامرة ، قال :


                                                          جارية من قيس بن ثعلبه     بيضاء ذات سرة مقببه
                                                          كأنها حلية سيف مذهبه



                                                          وقب التمر واللحم ، والجلد يقب قبوبا : ذهب طراؤه وندوته وذوى ، وكذلك الجرح إذا يبس وذهب ماؤه وجف ، وقيل : قبت الرطبة إذا جفت بعض الجفوف بعد الترطيب . وقب النبت يقب ، ويقب قبا : يبس ، واسم ما يبس منه القبيب كالقفيف سواء . والقبيب من الأقط : الذي خلط يابسه برطبه . وأنف قباب : ضخم عظيم . وقب الشيء وقببه : جمع أطرافه . والقبة من البناء : معروفة ، وقيل هي من الأدم خاصة ، مشتق من ذلك ، والجمع قبب وقباب . وقببها : عملها . وتقببها : دخلها . وبيت مقبب : جعل فوقه قبة ، والهوادج تقبب . وقببت قبة وقببتها تقبيبا إذا بنيتها . وقبة الإسلام : البصرة ، وهي خزانة العرب ، قال :


                                                          بنت قبة الإسلام قيس لأهلها     ولو لم يقيموها لطال التواؤها



                                                          وفي حديث الاعتكاف : رأى قبة مضروبة في المسجد . القبة من الخيام : بيت صغير مستدير ، وهو من بيوت العرب . والقباب : ضرب من السمك يشبه الكنعد ، قال جرير :


                                                          لا تحسبن مراس الحرب إذ خطرت     أكل القباب وأدم الرغف بالصير



                                                          وحمار قبان : هني أميلس أسيد رأسه كرأس الخنفساء طوال قوائمه نحو قوائم الخنفساء ، وهي أصغر منها ، وقيل : عير قبان : أبلق محجل القوائم ، له أنف كأنف القنفذ إذا حرك تماوت حتى تراه كأنه بعرة ، فإذا كف الصوت انطلق ، وقيل : هو دويبة وهو فعلان من قب ; لأن العرب لا تصرفه ، وهو معرفة عندهم ، ولو كان فعالا لصرفته ، تقول : رأيت قطيعا من حمر قبان ، قال الشاعر :


                                                          يا عجبا لقد رأيت عجبا     حمار قبان يسوق أرنبا



                                                          وقبقب الرجل : حمق . والقبقبة ، والقبيب : صوت جوف الفرس . والقبقبة ، والقبقاب : صوت أنياب الفحل وهديره ، وقيل : هو ترجيع الهدير . وقبقب الأسد ، والفحل قبقبة إذا هدر .

                                                          والقبقاب : الجمل الهدار . ورجل قبقاب وقباقب : كثير الكلام ، أخطأ أو أصاب ، وقيل : كثير الكلام مخلطه ، أنشد ثعلب :


                                                          أو سكت القوم فأنت قبقاب



                                                          وقبقب الأسد : صرف نابيه . والقبقب : سير يدور على القربوسين كليهما ، وعند المولدين : سير يعترض وراء القربوس المؤخر . والقبقب : خشب السرج قال :


                                                          يطير الفارس لولا قبقبه



                                                          ، والقبقب : البطن . وفي الحديث : من كفي شر لقلقه وقبقبه وذبذبه فقد وقي ، وقيل للبطن : قبقب من القبقبة ، وهي حكاية صوت البطن . والقبقاب : الكذاب . والقبقاب : الخرزة التي تصقل بها الثياب . والقبقاب : النعل المتخذة من خشب بلغة أهل اليمن . والقبقاب : الفرج . يقال : بل البول مجامع قبقابه . وقالوا : ذكر قبقاب ، فوصفوه به ، وأنشد أعرابي في جارية اسمها لعساء :


                                                          لعساء يا ذات الحر القبقاب



                                                          فسئل عن معنى القبقاب ، فقال : هو الواسع الكثير الماء إذا أولج الرجل فيه ذكره . قبقب ، أي : صوت ، وقال الفرزدق :


                                                          لكم طلقت في قيس عيلان من حر [ ص: 7 ]     وقد كان قبقابا رماح الأراقم



                                                          وقباقب بضم القاف : العام الذي يلي قابل عامك اسم علم للعام ، وأنشد أبو عبيدة :

                                                          العام ، والمقبل ، والقباقب

                                                          وفي الصحاح : القباقب بالألف واللام . تقول : لا آتيك العام ولا قابل ولا قباقب . قال ابن بري : الذي ذكره الجوهري هو المعروف ، قال : أعني قوله إن قباقبا هو العام الثالث . قال : وأما العام الرابع ، فيقال له : المقبقب . قال : ومنهم من يجعل القاب العام الثالث ، والقباقب العام الرابع ، والمقبقب العام الخامس . وحكي عن خالد بن صفوان أنه قال لابنه : إنك لا تفلح العام ولا قابل ولا قاب ولا قباقب ولا مقبقب . زاد ابن بري عن ابن سيده فيما حكاه خالد : انظر قاب بهذا المعنى . وقال ابن سيده فيما حكاه ، قال : كل كلمة منها اسم السنة بعد السنة . وقال : حكاه الأصمعي وقال : ولا يعرفون ما وراء ذلك . والقباب ، والمقبقب : الأسد . وقب قب : حكاية وقع السيف . وقبة الشاة أيضا : ذات الأطباق ، وهي الحفث . وربما خففت .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية