الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 793 ) فصل : فأما إن قضى الصلاة في جماعة ، فإن كانت صلاة نهار أسر ، سواء قضاها في ليل أو نهار لأنها صلاة نهار ، ولا أعلم في هذا خلافا . فإن كانت الفائتة صلاة جهر فقضاها في ليل ، جهر في ظاهر كلام أحمد ، لأنها صلاة ليل فعلها ليلا ، فيجهر فيها كالمؤداة وإن قضاها نهارا ، فقال أحمد : إن شاء لم يجهر فيحتمل الإسرار . وهو مذهب الأوزاعي والشافعي ; لأن صلاة النهار عجماء ، وهذه صلاة نهار وروى أبو هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { إذا رأيتم من يجهر بالقراءة في صلاة النهار فارجموه بالبعر } . رواه أبو حفص ، بإسناده .

                                                                                                                                            وهذه قد صارت صلاة نهار ، ولأنها صلاة مفعولة بالنهار ، فأشبه الأداء فيه ، ويحتمل أن يجهر فيها ، ليكون القضاء على وفق الأداء ، وهو قول أبي حنيفة ، وأبي ثور ، وابن المنذر . ولا فرق عند هؤلاء بين المنفرد والإمام وظاهر كلام أحمد أنه مخير بين الأمرين ، لشبه الصلاة المقضية بالحالين .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية