الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          فصل . ويستحب أن يغتسل للجمعة في يومها والأفضل فعله عند مضيه إليها ، ويتنظف . ويتطيب ، ويلبس أحسن ثيابه ، ويبكر إليها ماشيا ، ويدنو من الإمام

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          فصل

                                                                                                                          ويستحب أن يغتسل للجمعة في يومها ، ولا يجب ، حكاه ابن عبد البر إجماعا ، وفيه نظر ، قال الترمذي : العمل على أنه مستحب ; لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في خبر عائشة : لو أنكم تطهرتم ليومكم هذا وظاهره حصول الفضيلة به ، ولو أحدث بعده ، ولم يتصل به الرواح ( والأفضل فعله عند مضيه إليها ) لأنه أبلغ في المقصود ، وفيه خروج من الخلاف ، وذكر جماعة : من له زوجة ، فالمستحب أن يجامع ثم يغتسل ، نص عليه ، للخبر ( ويتنظف [ ص: 170 ] ويتطيب ) لما روى أبو سعيد مرفوعا قال : لا يغتسل رجل يوم الجمعة ، ويتطهر ما استطاع من طهر ، ويدهن بدهن ، ويمس من طيب امرأته ، ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين ، ثم يصلي ما كتب له ، ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه ، وبين الجمعة الأخرى رواه البخاري . قوله : ويمس من طيب امرأته يعني ما ظهر لونه ، وخفي ريحه لتأكد الطيب ، وظاهر كلام أحمد والأصحاب خلافه ( ويلبس أحسن ثيابه ) لوروده في بعض الألفاظ ، ويعتم ، ويرتدي ( ويبكر إليها ) ولو كان مشتغلا بالصلاة في منزله ( ماشيا ) لقوله ـ عليه السلام ـ ومشى ، ولم يركب ، ويكون بسكينة ووقار بعد طلوع الفجر الثاني ، وقيل : بعد صلاته لا بعد طلوع الشمس ولا بعد الزوال ، فإن كان عذر فلا بأس بالركوب كالعود ( ويدنو من الإمام ) مستقبل القبلة ; لقوله ـ عليه السلام ـ : من غسل واغتسل ، وبكر وابتكر ، ومشى ولم يركب ، ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغ ، كان له بكل خطوة يخطوها أجر سنة عمل صيامها وقيامها رواه أحمد ، وأبو داود من حديث أوس بن أوس ، وإسناده ثقات .



                                                                                                                          الخدمات العلمية