إسلام ويب - شرح النووي على مسلم - كتاب اللباس والزينة - باب النهي عن التزوير في اللباس وغيره والتشبع بما لم يعط- الجزء رقم14
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
باب النهي عن التزوير في اللباس وغيره والتشبع بما لم يعط
2129 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13608محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع nindex.php?page=showalam&ids=16513وعبدة عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة عن nindex.php?page=showalam&ids=16561أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة nindex.php?page=hadith&LINKID=660980أن امرأة قالت يا رسول الله أقول إن زوجي أعطاني ما لم يعطني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=treesubj&link=32110_11349المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور
قولها : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3507022إن امرأة قالت : يا رسول الله أقول : إن زوجي أعطاني ما لم يعطني ، فقال رسول الله [ ص: 292 ] صلى الله عليه وسلم : المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور ) . قال العلماء : معناه المتكثر بما ليس عنده بأن يظهر أن عنده ما ليس عنده ، يتكثر بذلك عند الناس ، ويتزين بالباطل ، فهو مذموم كما يذم من لبس ثوبي زور .
قال أبو عبيد وآخرون : هو الذي nindex.php?page=treesubj&link=18704يلبس ثياب أهل الزهد والعبادة والورع ، ومقصوده أن يظهر للناس أنه متصف بتلك الصفة ، ويظهر من التخشع والزهد أكثر مما في قلبه ، فهذه ثياب زور ورياء . وقيل : هو كمن لبس ثوبين لغيره ، وأوهم أنهما له . وقيل : هو من يلبس قميصا واحدا ويصل بكميه كمين آخرين ، فيظهر أن عليه قميصين . وحكى nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي قولا آخر أن المراد هنا بالثوب الحالة والمذهب ، والعرب تكني بالثوب عن حال لابسه ، ومعناه أنه كالكاذب القائل ما لم يكن . وقولا آخر أن المراد الرجل الذي تطلب منه شهادة زور ، فيلبس ثوبين يتجمل بهما ، فلا ترد شهادته لحسن هيئته . والله أعلم .
قوله في إسناد الباب : ( حدثنا محمدبن عبد الله بن نمير ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، وعبدة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها ) وذكر الحديث ، وبعده عن ابن نمير أيضا عن عبدة عن هشام عن فاطمة عن أسماء الحديث ، وبعده عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي أسامة ، وعن إسحاق عن أبي معاوية كلاهما عن هشام بهذا الإسناد ، هكذا وقعت هذه الأسانيد في جميع نسخ بلادنا على هذا الترتيب ، ووقع في نسخة ابن ماهان رواية ابن أبي شيبة وإسحاق عقيب رواية ابن نمير عن nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، ومقدمة علي رواية ابن نمير عن عبدة وحده ، واتفق الحفاظ على أن هذا الذي في نسخة ابن ماهان خطأ .
قال عبد الغني بن سعيد : هذا خطأ قبيح . قال : وليس يعرف حديث هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها إلا من رواية مسلم عن ابن نمير ، ومن رواية nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر بن راشد . وقال nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني في كتاب العلل : حديث هشام عن أبيه عن عائشة إنما يرويه هكذا معمر nindex.php?page=showalam&ids=16874والمبارك بن فضالة ، ويرويه غيرهما عن فاطمة عن أسماء ، وهو الصحيح . قال : وإخراج مسلم حديث هشام عن أبيه عن عائشة لا يصح ، والصواب حديث عبدة nindex.php?page=showalam&ids=17277ووكيع وغيرهما عن هشام عن فاطمة عن أسماء . والله أعلم .