الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا

                                                                                                                                                                                                                                      155 - فبما نقضهم أي: فبنقضهم، و "ما" مزيدة للتوكيد، والباء يتعلق بقوله: حرمنا عليهم طيبات تقديره: حرمنا عليهم طيبات بنقضهم ميثاقهم وقوله: فبظلم من الذين هادوا بدل من قوله: فبما نقضهم ومعنى التوكيد: تحقيق أن تحريم الطيبات لم يكن إلا بنقض العهد، وما عطف عليه من الكفر، وقتل الأنبياء، وغير ذلك وكفرهم بآيات الله أي: معجزات موسى عليه السلام وقتلهم الأنبياء كزكريا، ويحيى، وغيرهما. بغير حق بغير سبب يستحقون به القتل وقولهم قلوبنا غلف جمع أغلف، أي: محجوبة لا يتوصل إليها شيء من الذكر، والوعظ بل طبع الله [ ص: 413 ] عليها بكفرهم هو رد وإنكار لقولهم: قلوبنا غلف فلا يؤمنون إلا قليلا كعبد الله بن سلام، وأصحابه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية