الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ قحح ]

                                                          قحح : القح : الخالص من اللؤم ، والكرم ، ومن كل شيء ، يقال : لئيم قح إذا كان معرقا في اللؤم ، وأعرابي قح وقحاح ، أي : محض [ ص: 28 ] خالص ، وقيل : هو الذي لم يدخل الأمصار ولم يختلط بأهلها ، وقد ورد في الحديث : وعربية قحة ، وقال ابن دريد : قح محض ، فلم يخص أعرابيا من غيره ، وأعراب أقحاح ، والأنثى قحة ، وعبد قح : محض خالص بين القحاحة ، والقحوحة خالص العبودة ، وقالوا : عربي كح ، وعربية كحة الكاف في كح بدل من القاف في قح لقولهم أقحاح ولم يقولوا أكحاح . يقال : فلان من قح العرب وكحهم ، أي : من صميمهم ، قال ذلك ابن السكيت وغيره . وصار إلى قحاح الأمر ، أي : أصله وخالصه . والقحاح أيضا بالضم : الأصل عن كراع ، وأنشد :


                                                          وأنت في المأروك من قحاحها



                                                          ولأضطرنك إلى قحاحك ، أي : إلى جهدك ، وحكى الأزهرى عن ابن الأعرابي : لأضطرنك إلى ترك وقحاحك ، أي : إلى أصلك ، قال : وقال ابن بزرج : والله لقد وقعت بقحاح قرك ، ووقعت بقرك وهو أن يعلم علمه كله ولا يخفى عليه شيء منه . والقح : الجافي من الناس كأنه خالص فيه ، قال :


                                                          لا أبتغي سيب اللئيم القح     يكاد من نحنحة وأح
                                                          يحكي سعال الشرق الأبح



                                                          الليث : والقح أيضا الجافي من الأشياء ، حتى إنهم يقولون للبطيخة التي لم تنضج : قح ، وقيل : القح البطيخ آخر ما يكون ، وقد قح يقح قحوحة ، قال الأزهري : أخطأ الليث في تفسير القح وفي قوله للبطيخة التي لم تنضج : إنها لقح ، وهذا تصحيف ، قال : وصوابه الفج بالفاء ، والجيم . يقال ذلك لكل ثمر لم ينضج ، وأما القح فهو أصل الشيء وخالصه ، يقال : عربي قح وعربي محض وقلب ، إذا كان خالصا لا هجنة فيه . والقحيح : فوق الجرع .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية