الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          67 - مسألة : وأن المعجزات لا يأتي بها أحد إلا الأنبياء عليهم السلام . قال عز وجل : { وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله } وقال تعالى : { وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر } وقال تعالى حاكيا عن موسى عليه السلام أنه قال : { أو لو جئتك بشيء مبين قال فأت به إن كنت من الصادقين فألقى عصاه } وقال تعالى : { ذانك برهانان من ربك إلى فرعون وملئه } فصح أنه لو أمكن أن يأتي أحد - ساحر أو غيره - بما يحيل طبيعة أو يقلب نوعا ، لما سمى الله تعالى ما يأتي به الأنبياء عليهم السلام برهانا لهم ولا آية لهم ، ولا أنكر على من سمى ذلك سحرا ولا يكون ذلك آية لهم عليهم السلام . ومن ادعى أن إحالة الطبيعة لا تكون آية إلا حتى يتحدى فيها النبي صلى الله عليه وسلم [ ص: 58 ] الناس فقد كذب وادعى ما لا دليل عليه أصلا ، لا من عقل ولا من نص قرآن ولا سنة ، وما كان هكذا فهو باطل ، ويجب من هذا أن حنين الجذع وإطعام النفر الكثير من الطعام اليسير حتى شبعوا وهم مئون من صاع شعير .

                                                                                                                                                                                          ونبعان الماء من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم وإرواء ألف وأربعمائة من قدح صغير تضيق سعته عن شبر - ليس شيء من ذلك آية له عليه السلام لأنه عليه السلام لم يتحد بشيء من ذلك أحدا .

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية