الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
باب افتتاح الصلاة قال : ( وإذا انتهى الرجل إلى الإمام ، وقد سبقه بركعتين ، وهو قاعد - يكبر تكبيرة الافتتاح ليدخل بها في صلاته ، ثم كبر أخرى ويقعد بها ) ; لأنه التزم متابعة الإمام ، وهو قاعد والانتقال من القيام إلى القعود يكون بالتكبيرة ، والحاصل أنه يبدأ بما أدرك مع الإمام لقوله صلى الله عليه وسلم : { إذا أتيتم الصلاة فأتوها وأنتم تمشون ولا تأتوها وأنتم تسعون ، عليكم بالسكينة والوقار ما أدركتم فصلوا وما فاتكم فاقضوا } ، وكان الحكم في الابتداء أن المسبوق يبدأ بقضاء ما فاته حتى أن معاذا رضي الله عنه جاء يوما ، وقد سبقه النبي صلى الله عليه وسلم ببعض الصلاة فتابعه فيما بقي ، ثم قضى ما فاته فقال عليه الصلاة والسلام : { ما حملك على ما صنعت يا معاذ ؟ فقال : وجدتك على حال فكرهت أن أخالفك عليه فقال عليه الصلاة والسلام سن لكم معاذ سنة حسنة فاستنوا بها } ، ثم لا خلاف أن المسبوق يتابع الإمام في التشهد ولا يقوم للقضاء حتى يسلم الإمام وتكلموا أن بعد الفراغ من التشهد ماذا يصنع ؟ فكان ابن شجاع رحمه الله يقول يكرر التشهد وأبو بكر الرازي يقول يسكت ; لأن الدعاء مؤخر إلى آخر الصلاة والأصح أنه يأتي بالدعاء متابعة للإمام ; لأن المصلي إنما لا يشتغل بالدعاء في خلال الصلاة لما فيه من تأخير الأركان وهذا المعنى لا يوجد هنا ; لأنه لا يمكنه أن يقوم قبل سلام الإمام .

التالي السابق


الخدمات العلمية