الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة السابعة عشرة : قوله تعالى : { حتى تغتسلوا } : يقتضي النية ، خلافا لما رواه الوليد بن مسلم عن مالك ، ولما ذهب إليه الأوزاعي وأبو حنيفة من أن الطهارة لا تفتقر إلى نية ; ولفظ " اغتسل " يقتضي اكتساب الفعل ، ولا يكون مكتسبا له إلا بالقصد إليه حقيقة ، فمن أخرجه إلى المجاز فعليه البينة .

                                                                                                                                                                                                              وقد استوفيناها في كتب الخلاف بالإنصاف والتلخيص ; أعظمها أن الوضوء عبادة اشترطت فيها النية كالصلاة . والدليل على أن الوضوء عبادة قوله صلى الله عليه وسلم : { الوضوء شطر الإيمان } . ولا يكون شطر الشيء إلا من جنسه . قال : والوضوء نور على نور ، ولا تستنير الجوارح بالمباحات ، وإنما تستنير بالطاعات والعبادات . وقال : { إذا توضأ العبد المؤمن خرجت خطاياه } الحديث ، ولا ينفي الأوزار إلا العبادات ، والقرآن يقتضي وجوب النية في الوضوء في آية المائدة على ما سترونه مشروحا إن شاء الله .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية