الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 552 ] ومن سورة المزمل [73]

                                                                                                                                                                                                                      1110 - قال : المزمل [1]

                                                                                                                                                                                                                      والأصل: المتزمل، ولكن أدغمت "التاء" في "الزاي" ، و المدثر [سورة المدثر: 1] ، مثلها.

                                                                                                                                                                                                                      1111 - وقوله : قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه [2 - 4]

                                                                                                                                                                                                                      فقال السائل عن هذا: "قد قال : قم الليل إلا قليلا فكيف قال : نصفه ؟ إنما المعنى : أو نصفه ، أو زد عليه؛ لأن ما يكون في معنى تكلم به العرب بغير: "أو" تقول: "أعطه درهما درهمين ثلاثة" ؛ تريد: "أو درهمين أو ثلاثة".

                                                                                                                                                                                                                      1112 - وقال : وتبتل إليه تبتيلا [8]

                                                                                                                                                                                                                      فلم يجئ بمصدره ، ومصدره : "التبتل" ، / كما قال : أنبتكم من الأرض نباتا [سورة نوح : 17] ، وقال الشاعر[ القطامي ]:


                                                                                                                                                                                                                      (307) وخير الأمر ما استقبلت منه وليس بأن تتبعه اتباعا



                                                                                                                                                                                                                      وقال:


                                                                                                                                                                                                                      (308) يجري عليها أيما إجراء



                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 553 ] وذلك أنها إنما جرت لأنها أجريت.

                                                                                                                                                                                                                      1113 - وقال : رب المشرق [9]

                                                                                                                                                                                                                      رفع على الابتداء ، وجر على البدل.

                                                                                                                                                                                                                      1114 - وقال : مهيلا [14]

                                                                                                                                                                                                                      لأنك تقول: "هلته" فهو : "مهيل"

                                                                                                                                                                                                                      1115 - وقال : يوما يجعل الولدان شيبا [17]

                                                                                                                                                                                                                      فجعل: يجعل الولدان من صفة "اليوم" ، ولم يضف لأنه أضمر.

                                                                                                                                                                                                                      1116 - وقال : أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه [20]

                                                                                                                                                                                                                      وقد قرئت بالجر ؛ وهو كثير ، وليس المعنى عليه فيما بلغنا؛ لأن ذلك يكون على : "أدنى من نصفه" ، و"أدنى من ثلثه" ، وكان الذي افترض : الثلث أو أكثر من الثلث؛ لأنه قال : قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا [2 - 3]

                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 554 ] وأما الذي قرأ بالجر فقراءته جائزة على أن يكون ذلك - والله أعلم - أي: أنكم لم تؤدوا ما افترض عليكم ، فقمتم أدنى من ثلثي الليل ومن نصفه ومن ثلثه.

                                                                                                                                                                                                                      1117 - وقال : تجدوه عند الله هو خيرا [20]

                                                                                                                                                                                                                      لأن "هو" و"هما" و"أنتم" و"أنتما" وأشباه ذلك؛ يكن صفات للسماء المضمرة ، كما قال : ولكن كانوا هم الظالمين [سورة الزخرف: 76] .

                                                                                                                                                                                                                      و تجدوه عند الله هو خير ؛ يجعلونها اسما مبتدأ ، كما / تقول : "رأيت عبد الله أبوه خير منه".

                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية