الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7440 ) مسألة ولا يدخل مع المسلمين من النساء إلى أرض العدو إلا الطاعنة في السن ، لسقي الماء ، ومعالجة الجرحى ، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وجملته أنه يكره دخول النساء الشواب أرض العدو ; لأنهن لسن من أهل القتال ، وقلما ينتفع بهن فيه ، لاستيلاء [ ص: 175 ] الخور والجبن عليهن .

                                                                                                                                            ولا يؤمن ظفر العدو بهن ، فيستحلون ما حرم الله منهن ، وقد روى حشرج بن زياد عن جدته أم أبيه ، أنها { خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة خيبر سادسة ست نسوة ، فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث إلينا ، فجئنا ، فرأينا منه الغضب ، فقال : مع من خرجتن ؟ فقلنا : يا رسول الله ، خرجنا نغزل الشعر ، ونعين به في سبيل الله ، ومعنا دواء للجرحى ، ونناول السهام ، ونسقي السويق . فقال : قمن . حتى إذا فتح الله خيبر أسهم لنا ، كما أسهم للرجال ، فقلت لها : يا جدة ، ما كان ذلك ؟ قالت : تمرا } .

                                                                                                                                            . قيل للأوزاعي : هل كانوا يغزون معهم بالنساء في الصوائف ؟ قال : لا إلا بالجواري . فأما المرأة الطاعنة في السن ، وهي الكبيرة ، إذا كان فيها نفع ، مثل سقي الماء ، ومعالجة الجرحى ، فلا بأس به ; لما روينا من الخبر ، وكانت أم سليم ونسيبة بنت كعب ، تغزوان مع النبي ، فأما نسيبة فكانت تقاتل ، وقطعت يدها يوم اليمامة . وقالت الربيع : { كنا نغزو مع النبي لسقي الماء ، ومعالجة الجرحى . } وقال أنس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم { يغزو بأم سليم ونسوة معها من الأنصار ، يسقين الماء ، ويداوين الجرحى . } قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح . فإن قيل : فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج معه من تقع عليها القرعة من نسائه ، وخرج بعائشة مرات . قيل : تلك امرأة واحدة ، يأخذها لحاجته إليها ، ويجوز مثل ذلك للأمير عند حاجته ، ولا يرخص لسائر الرعية ; لئلا يفضي إلى ما ذكرنا . .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية