الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 559 ] ومن سورة هل أتى على الإنسان = الإنسان [76]

                                                                                                                                                                                                                      1130 - قال : أمشاج [2] واحدها: "المشج".

                                                                                                                                                                                                                      1131 - وقال : إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا [3]

                                                                                                                                                                                                                      كذلك : إما العذاب وإما الساعة [سورة مريم: 75] ، كأنك لم تذكر "إما" / وإن شئت ابتدأت ما بعدها فرفعته.

                                                                                                                                                                                                                      1132 - وقال: عينا يشرب بها عباد الله [6]

                                                                                                                                                                                                                      فنصبه من ثلاثة أوجه: إن شئت فعلى قولك: "يشربون عينا" وإن شئت فعلى : يشربون من كأس كان مزاجها كافورا عينا [5 - 6]

                                                                                                                                                                                                                      وإن شئت فعلى وجه المدح؛ كما يذكر لك الرجل ، فتقول أنت: "العاقل اللبيب" ، أي: ذكرت العاقل اللبيب؛ على أعني "عينا".

                                                                                                                                                                                                                      1133 - ولا شكورا [9]

                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 560 ] إن شئت جعلته جماعة "الشكر" ، وجعلت "الكفور" جماعة "الكفر" مثل "الفلس والفلوس"، وإن شئت جعلته مصدرا واحدا في معنى جميع ، مثل: "قعد قعودا" و "خرج خروجا".

                                                                                                                                                                                                                      1134 - وقال : متكئين [13]

                                                                                                                                                                                                                      على المدح ، أو على: جزاهم جنة متكئين فيها ؛ على الحال، وقد تقول : "جزاهم ذاك قياما" .

                                                                                                                                                                                                                      1135 - وكذلك : ودانية [14]

                                                                                                                                                                                                                      على الحال ، أو على المدح، إنما انتصابه بفعل مضمر، وقد يجوز في قوله : ودانية أن يكون على وجهين : على : وجزاهم دانية ظلالها، تقول: "أعطيتك جيدا طرفاه" ، و"رأينا حسنا وجهه".

                                                                                                                                                                                                                      1136 - وقال : كان مزاجها زنجبيلا [17]

                                                                                                                                                                                                                      فنصب "العين" على أربعة وجوه: على : "يسقون عينا" ، أو على الحال، أو بدلا من "الكأس" ، أو على المدح؛ والفعل مضمر.

                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 561 ] وقال بعضهم : إن "سلسبيل" صفة "للعين بالسلسبيل، وقال بعضهم: "إنما أراد: "عينا" تسمى سلسبيلا [18] ؛ أي: تسمى من طيبها، أي: توصف للناس ، كما / تقول: "الأعرجي" و"الأرحبي" و"المهري"؛ من الإبل، وكما تنسب الخيل - إذا وصفت - إلى هذه الخيل المعروفة والمنسوبة ، كذلك تنسب "العين" إلى أنها تسمى؛ لأن القرآن يدل على كلام العرب، قال الشاعر؛ وأنشدناه يونس هكذا:


                                                                                                                                                                                                                      (310) صفراء من نبع يسمى سهمها من طول ما صرع الصيود الصيب



                                                                                                                                                                                                                      فرفع "الصيب"؛ لأنه لم يرد : "يسمى سهمها بالصيب، إنما "الصيب" من صفة الاسم والسهم. وقوله : "يسمى سهمها": يذكر سهمها، وقال بعضهم: "لا بل هو اسم العين وهو معرفة ، ولكن لما كان رأس آية كان مفتوحا زدت فيه "الألف" ، كما : كانت قواريرا [15]

                                                                                                                                                                                                                      1137 - وقال : وإذا رأيت ثم رأيت نعيما [20]

                                                                                                                                                                                                                      يريد أن يجعل رأيت لا يتعدى ؛ كما تقول: "ظننت في الدار خيرا" لكان ظنه ، وأخبر بمكان رؤيته.

                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية