الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
أنواع السحر والمشعوذين

والسحرة والمشعبذون وأهل النيرنجات أصناف كثيرة.

منهم: يقال لهم في الفارسية: « صورت باز»، وفي الهندية: « بهروبيا»، وهو كالغول في الفعل بالعربية. ومنهم: من يقال لهم بالهندية: « نت»، وفارسيه: « رسن بازو غازى». وحدث في هذا الزمن أنواع أخرى.

منهم: من يعمل عمل المغناطيس الحيواني، ويخبر عن الغيب. ومنهم: من يقال لهم: « فرامشن» بالنصرانية، وهم من جنس الساحرين. ومنهم: من يدعي الكلام مع الموتى، إلى غير ذلك من أنحاء الكفرة. وما يوم من أيام الدنيا إلا ويحدث فيه لعب أو لهو جديد لم يكن قبله، ولم يعلم به أحد.

والناس مولعون به، ولكن أين «جندب» أو مثله في هذا العصر حتى يدفع شر ذلك بالسيف، ويمكن الإسلام مكانه؟ بل إن فاه أحد من أهل العلم بذم هذه الفعال، وصرح بتحريمه أو كفره أو شركه، في كتاب من كتبه، فذاك غنيمة، وإن لم يقبله أحد؛ لأنه لما قصر يده ولسانه عن تغيير المنكر، سارع الغريب المسكين إلى بيان قبحه في الكتاب، وفاه به فوه، وكتبه بقلمه ويده، وهذا غاية المقدور منه في هذا العصر الجامع لجميع أنواع الفتن وأقسام المحن، والرجاء من الله سبحانه أن يعذره ويعفو عنه، وقد قال في كتابه: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ، فهذا وسعه الذي بذله، وليس له بعد هذا طاقة بالتغيير من اليد أو اللسان في مجالس أبناء الزمان، ومحافل الإمكان، وبالله التوفيق، وهو المستعان في كل شأن وآن.

[ ص: 544 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية