الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                صفحة جزء
                [ ص: 507 ] قال الشيخ شمس الدين بن القيم : - سمعت شيخ الإسلام أحمد بن تيمية " يقول في قوله صلى الله عليه وسلم { نور أنى أراه } معناه كان ثم نور وحال دون رؤيته نور فأنى أراه ؟ قال : ويدل عليه : أن في بعض " ألفاظ الصحيح " { هل رأيت ربك ؟ فقال : رأيت نورا } . وقد أعضل أمر هذا الحديث على كثير من الناس حتى صحفه بعضهم فقال : { نورا إني أراه } على أنها ياء النسب ; والكلمة كلمة واحدة . وهذا خطأ لفظا ومعنى وإنما أوجب لهم هذا الإشكال والخطأ أنهم لما اعتقدوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ربه وكان قوله : { أنى أراه ؟ } كالإنكار للرؤية حاروا في " الحديث " ورده بعضهم باضطراب لفظه وكل هذا عدول عن موجب الدليل . وقد حكى " عثمان بن سعيد الدارمي " في ( كتاب الرد له إجماع الصحابة على أنه صلى الله عليه وسلم لم ير ربه ليلة المعراج وبعضهم استثنى ابن عباس من ذلك . وشيخنا يقول : ليس ذلك بخلاف في الحقيقة فإن ابن عباس لم يقل [ ص: 508 ] رآه بعيني رأسه وعليه اعتمد أحمد في إحدى الروايتين حيث قال : إنه رآه ; ولم يقل بعيني رأسه . ولفظ أحمد كلفظ ابن عباس . ويدل على صحة ما قال شيخنا في معنى حديث أبي ذر : قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر { حجابه النور } فهذا النور هو - والله أعلم - النور المذكور في حديث أبي ذر . { رأيت نورا } .

                التالي السابق


                الخدمات العلمية