الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة السادسة والعشرون : قوله تعالى : { فلم تجدوا ماء } : لما ذكر الله سبحانه اغتسلوا واطهروا اقتضى ذلك الماء اقتضاء قطعيا ، إذ هو الغاسول والطهور ; فلذلك قال : فلم تجدوا ماء ، فصرح بالمقتضي ، وكان عنده سواء التصريح والاقتضاء ; وهذا في اللغة كثير .

                                                                                                                                                                                                              المسألة السابعة والعشرون : قوله تعالى : { فلم تجدوا ماء } : قال علماؤنا رحمة الله عليهم : فائدة الوجود الاستعمال والانتقاع بالقدرة عليهما ، فمعنى قوله : { فلم تجدوا ماء } ، فلم تقدروا ; ليتضمن ذلك الوجوه المتقدمة المذكورة فيها ، وهي المرض والسفر ; فإن المريض واجد للماء صورة ، ولكنه لما لم يتمكن من [ ص: 566 ] استعماله لضرورة صار معدوما حكما ; فالمعنى الذي يجمع نشر الكلام ( فلم تقدروا على استعمال الماء ) . وهذا يعم المرض والصحة إذا إذا خاف من أخذ الماء لصا أو سبعا ، ويجمع الحضر والسفر ; وهذا هو العلم الصريح ، والفقه الصحيح ، والأصوب بالتصحيح ; ألا ترى أنه لو وجده بزائد على قيمته جعله معدوما حكما ، وقيل له تيمم . ويتبين أن المراد الوجود الحكمي ، ليس الوجود الحسي .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية