الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              4085 [ ص: 501 ] 59 - [باب] سرية عبد الله بن حذافة السهمي وعلقمة بن مجزز المدلجي

                                                                                                                                                                                                                              ويقال: إنها سرية الأنصار.

                                                                                                                                                                                                                              4340 - حدثنا مسدد، حدثنا عبد الواحد، حدثنا الأعمش قال: حدثني سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن، عن علي - رضي الله عنه - قال: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - سرية فاستعمل رجلا من الأنصار، وأمرهم أن يطيعوه، فغضب فقال: أليس أمركم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تطيعوني; قالوا: بلى. قال فاجمعوا لي حطبا. فجمعوا، فقال: أوقدوا نارا. فأوقدوها، فقال: ادخلوها. فهموا، وجعل بعضهم يمسك بعضا، ويقولون: فررنا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من النار. فما زالوا حتى خمدت النار، فسكن غضبه، فبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: " لو دخلوها ما خرجوا منها إلى يوم القيامة، الطاعة في المعروف" [7145، 7257- مسلم: 1840 - فتح: 8 \ 58]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث علي - رضي الله عنه - قال: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - سرية، فاستعمل عليها رجلا من الأنصار، وأمرهم أن يطيعوه، فغضب فقال: أليس أمركم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تطيعوني; قالوا: بلى. قال: فاجمعوا لي حطبا. فجمعوا، فقال: أوقدوا نارا. فأوقدوا، فقال: ادخلوها. فهموا، وجعل بعضهم يمسك بعضا، ويقولون: فررنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من النار. فما زالوا حتى خمدت النار، فسكن غضبه، فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "لو دخلوها ما خرجوا منها إلى يوم القيامة، الطاعة في المعروف".

                                                                                                                                                                                                                              هذه القصة كذا ساقها البخاري. وأما ابن سعد فذكر أنه بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ناسا من الحبش تراءاهم أهل جدة، فبعث إليهم علقمة بن مجزز في شهر ربيع الآخر سنة تسع في ثلاثمائة، فانتهى إلى جزيرة

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 502 ] في البحر، فلما خاض البحر إليهم هربوا منه، فلما رجع تعجل بعض القوم إلى أهلهم فأذن لهم، فتعجل عبد الله بن حذافة فأمره على من تعجل، وكانت فيه دعابة، فنزلوا ببعض الطريق، (وأوقدوا) نارا يصطلون عليها، فقال: عزمت عليكم إلا تواثبتم في هذه النار. فقام بعض القوم فتحجزوا حتى ظن أنهم واثبون فيها، فقال: اجلسوا إنما كنت أضحك معكم. فذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "من أمركم بمعصية فلا تطيعوه"
                                                                                                                                                                                                                              .

                                                                                                                                                                                                                              وذكرها الحاكم في صفر، وزعم ابن إسحاق أن وقاص بن مجزز كان قتل يوم ذي قرد، فأراد أخوه الأخذ بثأره فاستأذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذه السرية .

                                                                                                                                                                                                                              وكانت سرية علي إلى الفلس صنم لطيء ليهدمه في التاريخ المذكور في خمسين ومائة رجل من الأنصار على مائة بعير وخمسين فرسا راية سوداء ولواء أبيض فهدمه، وحرقه وملئوا أيديهم من السبي والنعم والشاء، وفي السبي أخت عدي بن حاتم وهرب عدي إلى الشام، ووجد في خزانة الفلس ثلاثة أسياف: رسوب ومخذم واليماني، وثلاثة أدراع، واستعمل على السبي أبا قتادة، وعلى الماشية والرثة عبد الله بن عتيك فتركت الأسياف صفيا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعزل الخمس وعزل آل حاتم فلم يقسمهم حتى قدم بهم المدينة .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 503 ] وقوله: (فهموا .. إلى آخره) وفي رواية أخرى: هم بعضهم أن يدخل، وبعضهم قال: إنما فررنا من النار .

                                                                                                                                                                                                                              وفيه: أن التأويل الفاسد لا يعذر به صاحبه; لأنهم علموا قوله تعالى: فاتقوا الله ما استطعتم وقوله: ولا يعصينك في معروف قاله الداودي.

                                                                                                                                                                                                                              ومعنى (خمدت) : طفئ لهبها، وهو بفتح الميم.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: "لو دخلوها ما خرجوا منها إلى يوم القيامة" أي: ذلك جزاؤهم لو فعلوا.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية