الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      فائدة [ إعراب الصفات في الحدود ] كان بعض الفضلاء يقول : إن الصفات المذكورة في الحدود لا يجوز أن تعرب أخبارا ثواني ، بل يتعين إعرابها صفة لما يلزم على الأول من استقلال كل خبر بالحد ، ومن هنا منع جماعة أن يكون حلو حامض خبرين . وأوجب الأخفش أن يعرب حامض صفة . والجمهور القائلون : إن كلا منهما خبر لا يلزمهم القول بمثله في نحو : [ ص: 151 ] الإنسان حيوان ناطق ; لأن حلو حامض ضدان . فالعقل يصرف عن توهم أن يكونا مقصودين بالذات وأن يكون كل منهما قصد معناه فلا توقع في الغلط . بخلاف الإنسان حيوان ناطق ليس في اللفظ ، ولا في العقل إذا كانا خبرين ما يصرف كلا منهما عن الاستقلال ، ولأمر آخر وهو أن الخبر الأول من حلو حامض كالخبر الثاني ليس له حكم بالكلية . حتى نقل عن الفارسي أنه لا يتحمل ضميرا ، وما شأنه ذلك لا يدخل في الحدود ; لأن كل واحد من حيوان وناطق مثلا مقصود وحده . ألا ترى أنك تقول : دخل بالجنس كذا ، ثم خرج بالفصل الأول كذا ، ثم بالفصل الثاني كذا ؟ فقد جعلت لكل معنى مستقلا وليس كذلك شأن حلو حامض . فلم يبق إلا أن يكونا خبرين مستقلين فيفسد الحد ، أو يكون الثاني صفة وهو المدعى ، فليتأمل ذلك .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية